كلما يأتي وقت الصلاة أشعر بالتوتر والخوف!

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من ظاهرة غريبة وغير عادية، بدأت معي منذ عام ونصف، كلما يأتي وقت الصلاة أشعر بالتوتر والخوف، وأبقى في دورة المياه 20 دقيقة أو أكثر -أعزكم الله-، ومهما فعلت تبقى عندي المثانة نشطة، وعملية إخراج الغائط -أعزكم الله- صعبة عندي ومتقلبة كثيرا في اليوم الواحد وترهقني.

أشعر أنني لن أخرج من دورة المياه! أتوضأ بصعوبة، لدرجة أني أخرج عن طوعي وأدخل في حالة نفسية صعبة جدا، ولا أستطيع التنفس بشكل طبيعي، ويضطرب جسمي، ويصبح الخوف والهلع قويا، ولا أستطيع مقاومة ما يخرج مني من ريح، وعند الصلاة تشتد الحالة ولا أستطيع أن أبقى ساكنا ولو لحظة، أتحرك كثيرا بدون إرادة، ولا أستطيع التنفس، لدرجة أني أشعر بأنه سيغمى علي في بعض الأحيان.

لدي خوف كبير من الوضوء والصلاة! ظننت بأني مصاب بالقولون العصبي، فذهبت للطبيب، وعملت المنظار، ولم يجد أي شيء -الحمد لله-، فماذا أفعل؟

تعبت جدا، ولا أستطيع العمل نهائيا؛ لأني لن أستطيع أن أصلي، خاصة عندما أكون تحت ضغط الوقت والعمل تزداد حالتي سوءا، فهل من تفسير؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي أسميته ظاهرة غريبة وغير عادية، لا، -أخي الفاضل- هو في الحقيقة أمر شائع، ولكن كثيرا من الناس يجدون صعوبة في الحديث عنه، صحيح أنه قد لا يأخذ كل التفاصيل الموجودة عندك، إلا أنه يتوافق مع ما نسميه بالوسواس القهري.

حيث يمكن للإنسان أن تأتيه بعض الأفكار، أو المشاعر، أو حتى الخيالات والصور الذهنية التي يعلم في أعماق نفسه أنها غير معقولة وغير منطقية، إلا أنها تزعجه ويخاف منها، وقد تكون لها علاقة بالوضوء من ناحية الوسوسة في أن وضوءه ربما لم يكن بالشكل الكافي، أو يظن أنه ربما أفسد وضوءه بخروج شيء من الريح، ويمكن أن يأتيه هذا أثناء الوضوء وهو في الحمام، أو أثناء الصلاة، فهو دوما مشغول البال بهذا الأمر.

وهو طبعا يتقرب إلى الله بالدعاء أن يتقبل منه، ويخشى ألا تكون صلاته ولا وضوؤه على الشكل الأتم، فلذلك ينزعج جدا، وهذا أمر لا شك صعب على المؤمن الملتزم بالله -عز وجل-، ولكن أطمئنك أن مثل هذه الأعراض الوسواسية القهرية التي لها علاقة بالوضوء والصلاة والدين عموما لا تدل على ضعف الإيمان، بل على العكس تدل على حرصك الشديد على أن يكون وضوؤك وصلاتك على الشكل الأمثل.

أخي الفاضل: كنت سأقترح عليك أولا: أن تراجع طبيب باطنية؛ ليستبعد موضوعين، الموضوع الأول: هو القولون العصبي، والموضوع الثاني: هو الإمساك، فاحرص على أن لا تعاني من الإمساك بتناول الخضار والفواكه، مما يسهل عملية التغوط هذا من جانب، ومن جانب آخر أنصحك بمراجعة عيادة للطب النفسي؛ ليؤكد الطبيب النفسي التشخيص أنه وسواس قهري لاإرادي، ومن ثم يصف لك أحد الأدوية المضادة للوسواس القهري، والذي عادة يأتي بنتائج طيبة.

داعين الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة.

مواد ذات صلة

الاستشارات