أتخيل أشخاصاً وأتكلم معهم منذ الصغر، فما تشخيص حالتي؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، في صغري كنت ألعب -وكل الفتيات بسن صغير- لعبة نتخيل فيها أناسا وكأنهم موجودون معنا، ونتكلم معهم، وكنت كذلك أتكلم مع لعبتي عندما كنت في سن ٦ من عمري، وإلى الآن وأنا في عمر 20 لا زلت أتكلم مع أناس غير موجودين، وأعلم أنهم ليسوا موجودين، فما هو تشخيصي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك –أختنا الفاضلة– عبر استشارت إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المختصر.

نعم –أختي الفاضلة– معظم أو كل الأطفال عندما يكونون في سن صغيرة فإن من المراحل الطبيعية للنمو أن يصبح عندهم ما يسمى اللعب الخيالي؛ حيث يتخيلون ويتصورون أشخاصا يلعبون معهم، ويتحدثون معهم، ويتفاعلون معهم، فهذا أمر طبيعي، بل غيابه ربما يشير إلى أحد الاضطرابات النفسية عند الأطفال.

ولكن أن يستمر الأمر إلى هذا السن؛ حيث أنت في العشرين من العمر، فهناك أحد احتمالين:

- الأول: أن هذه العادة أصبحت متأصلة عندك، وهو نوع من أحلام اليقظة، حيث إنك تسبحين في هذه التخيلات، فتتحدثين مع أشخاص غير موجودين، ولكن ما يطمئنني أنك ذكرت أنك تدركين أنهم غير موجودين، فهذا ربما يرجح هذا الاحتمال.

- الثاني: أن هذا السن الذي أنت فيه هو عادة السن الذي تبدأ به بعض الاضطرابات النفسية: كحالات الذهان؛ حيث يدخل الإنسان في حالة من الهلاوس السمعية، أو البصرية، أو كليهما معا، فيرى أو يتخيل أشخاصا يحدثهم، ثم يسمع صوتهم.

فإذا كنت تسمعين أصوات من تتخيلين من الأشخاص، فهذا يرجح الاحتمال الثاني هذا، أنها حالة ذهانية، وهنا أدعوك إلى أخذ موعد مع العيادة النفسية؛ ليقوم الطبيب النفسي بفحص الحالة النفسية، ووضع التشخيص، ومن ثم العلاج.

أما إذا ترجح عندك أنك لست في حاجة ذهانية، وأن هؤلاء الأشخاص الذين تتخيلينهم تدركين أنهم في الواقع غير موجودين، وأنك –وهذه نقطة أؤكد عليها– لا تسمعين أصواتهم بالرد على كلامك؛ فهذا يرجح أن الأمر غير مرضي، مجرد عادة ألفتيها، وبالتالي لا تحتاجين إلى زيارة العيادة النفسية.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات