كيف أكتسب الجرأة لأنصح وأنفع الناس؟

0 13

السؤال

السلام عليكم

عندما أريد التحدث مع الناس، ونصحهم في أمر ما معروف أو منكر، حتى ولو كان الشخص من أقرب الأقرباء، فإني أشعر بالخوف، والرهبة، والتوتر الشديد، ولا أدري لماذا بحيث يظهر على صوتي التوتر.

ولو رأيت في المسجد مصليا يخطئ في صلاته، وأردت أن أنصحه، تجدني أتوتر، وأشعر بالخوف، وتبدأ دقات قلبي بالتسارع، وكذلك حين أريد أن أنصح أبي في بعض الأمور، ولكني لا أستطيع.

أنا في بدايات طلب العلم، وأحمل هما كبيرا، وتحدثني نفسي: كيف ستنفع الناس بعلمك، وتنصحهم بالاستمرار وأنت لديك هذه الصفة السلبية؟

أخاف أن أكون من الذين (يكتمون ما آتاهم الله من فضله)، أخاف من أن أكون من الذين (يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب).

علما أني في بعض الأحيان أتشجع، وأنصح الناس، وأنفعهم، وفي بعض الأحيان عندما أقابل منكرات فإني أنكر بقلبي، ولكني أريد أن أنكر بلساني، وأن أكون قويا في حديثي مع الناس.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بني- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك سؤالك هذا الواضح تماما، وقد فهمنا قصدك؛ فقد أحسنت التعبير عن نفسك بالشكل المناسب.

أخي الفاضل: هناك ربما جانبان في سؤالك أريد الإشارة إليهما:

الأول: واضح أنك تعاني من شيء من القلق الاجتماعي، أو الرهاب الاجتماعي؛ حيث تشعر بالتوتر، والقلق، والرهبة عندما تتحدث مع الآخرين، سواء كان حديثا عاديا، أو أن تكون ناصحا لهم في أمر ما كمعروف أو منكر، وهذا أمر معروف، وأطمئنك أنك ستتجاوزه من خلال الخبرة في هذا الحياة؛ فأنت ما زلت في السادسة عشر من العمر، ولا أتوقع أن هذا الأمر سيطول عندك، بل ستتجاوزه، وليس من خلال تجنب الحديث مع الناس، وإنما من خلال مواجهتهم، والحديث معهم.

أما الأمر الثاني: أن نصح الناس ليس بالأمر الهين، سواء نصحهم على أمر معروف يقومون به، أو إشارة إلى منكر يقومون به؛ فهذا يحتاج إلى بعض الحكمة، وحسن التصرف، فللنصح آداب يمكنك أن تقرأ عنها في هذا الموقع، وقد طرق هذا الموضوع في هذا الموقع استشارات إسلام ويب، ويمكنك أن تقرأ عن آداب النصح، فهذا أمر مفيد؛ لأننا أحيانا نريد أن نصلح فنفسد أكثر مما نصلح.

وأرجو أيضا أن لا تشعر بأنك إن رأيت عدم النصح بالكلام أن هذا كتم للعلم -لا سمح الله-، فهذا التحليل ليس دقيقا؛ لأنه أحيانا يفيد للإنسان أن يستنكر بقلبه، وليس دوما بلسانه، وذلك بحسب الموقف، ومع من تتحدث، فهناك معطيات كثيرة يفيد أن يراعي الإنسان طبيعتها.

أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، وأن يفتح لك باب العلم، وينفع بك عباده.

مواد ذات صلة

الاستشارات