أنام وأستيقظ على هلع وخوف وحياتي شبه متوقفة!

0 15

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب تخرجت حديثا من كلية طب الأسنان في تركيا، بعد التخرج بأسبوع تقريبا شعرت بدوخة مستمرة، في بداية الأمر لم أهتم واعتقدت أنها من أعراض القلق (عندي تشخيص باضطراب القلق العام سابقا بعد تعرضي لتجربة صحية خطيرة، وخوف بعدها أدى لابتعادي عن الجامعة لمدة سنتين)، بسبب هذه الدوخة أجريت فحوصات طبية عامة، وكانت نتائج التحاليل شبه سليمة، مع نقص في بعض الفيتامينات، وبعدها طلبوا إجراء MR للدماغ، والنتيجة وجود (Subcortical T2 FLAIR ischemic gliotic foci) مع تأكيد عدة أطباء للأعصاب أن هذا الشيء قد لا يكون له أهمية، وأحدهم طلب مني إعادة التصوير بعد سنة من الآن؛ لمراقبة وجود زيادة في هذه البؤرة.

أنا يا إخوتي لا أنام ولا أستيقظ إلا على هلع، وشبه توقف لحياتي، وأصبت باكتئاب شديد، لا يعلم حالي إلا الله، وأحيانا أشعر بأن الموت قد اقترب، وأنني غير طبيعي، أو قد أصابني اضطراب عقلي، أستيقظ على بكاء وهلع، ولا أهدأ حتى آخر اليوم، وبعدها عندما أستيقظ في اليوم الذي يليه أو عندما أقرأ عن هذا الشيء الذي عندي أشعر بخوف شديد جدا، وشعور باقتراب المنية، وما زالت الدوخة مستمرة رغم زيارة جميع أطباء العيون والأذن والقلب وتأكيدهم عدم وجود أي سبب، ولكني قرأت أن هذا الشيء الموجود في الدماغ قد يسبب الدوخة، فما رأيكم؟

أنا أرفض جميع أنواع الأدوية النفسية، وبدأت بعلاج معرفي، أسألكم أن تدعوا لي، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يمن علي وعلى كل رواد الموقع بكامل الصحة والعافية النفسية والعقلية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: النوبات التي تتحدث عنها هي نوبات فزع وهلع ولا شك في ذلك، وهي حقيقة تزعج الإنسان وتخيفه لكنها ليست خطيرة.

بالنسبة للبؤرة التي تحدثت عنها -أيها الفاضل الكريم- -: هذه يجب ألا تكون شاغلا بالنسبة لك، لأنه لا يمكن عمل أي شيء حيالها، هي بؤرة صغيرة فيها انقطاع للدم، ومن وجهة نظري –كما أكد لك الأطباء– أنها ليست ذات أهمية أبدا، وهي ليست في مراكز التحكم، ولا علاقة لها بأجزاء الدماغ الأخرى التي تلعب دورا في توازن الإنسان، فأعتقد أن التجاهل هو العلاج الصحيح والسليم.

وبالنسبة لنوبات الهلع طبعا تحقيرها، وممارسة التمارين الاسترخائية، وممارسة التمارين الرياضية، وأن تحسن إدارة وقتك، كلها أدوات علاجية يجب أن تلتزم بها، وأنا طبعا على يقين أنك أيضا محتاج لعلاج دوائي، لكن ذكرت أنك رافض للأدوية النفسية، وأعتقد أن هذا خطأ، الأدوية النفسية إذا وصفت بواسطة الطبيب المقتدر وكان التشخيص صحيحا، وتم تناولها بالصورة الصحيحة تفيد الإنسان ولا شك في ذلك، يعني مثلا: أنت محتاج فقط لجرعة صغيرة من عقار (سيبرالكس) والذي يعرف باسم (اسيتالوبرام) فهو من أفضل وأروع الأدوية.

أخي الكريم: حالات الهلع والخوف ومعظم الحالات النفسية متعددة الأسباب، ولذا يقول العلماء: لا بد للعلاج أن يكون متعدد الأبعاد، ونقصد بذلك أن الإنسان يتناول الدواء، ويقوم بالعلاج المعرفي والعلاج الاجتماعي والعلاج الديني، هذه كلها تتضافر مع بعضها البعض وتعطي نتائج علاجية ممتازة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات