عصبية شديدة وآلام في جميع جسدي وضغوط في حياتي، أريد حلاً!

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابة عمري 37 سنة، متزوجة، ولدي طفلان، وموظفة.

مشكلتي أني عصبية جدا، وأعاني من وسواس المرض، وأحس بأن جسمي كله يؤلمني، وأعاني من ألم في مفاصلي وعضلاتي وقلبي ومعدتي وفي القولون، ودورة شديدة جدا، وضيق في التنفس، وتشاؤم، وارتجاف وقشعريرة، ونوبات هلع، وأخاف من المرض الخبيث، وألم في الرقبة، وخدر بالأطراف، وتساقط في الشعر، ودوار، وألم في الصدر والظهر، وليس عندي أي رغبة بالحياة، ومنعزلة، ومهملة لنفسي!

للعلم أنا متزوجة منذ 10 سنين، وأسكن مع أهل زوجي، وأعاني من المشاكل يوميا، أسكن في غرفة واحدة أنا وزوجي وأطفالي، نتشارك فيها، وأحس بضغط نفسي وعصبي، وأتمنى فقط أن أبكي وأنام، وزوجي لا يقبل أن نستقر وحدنا في بيت مستقل، وأضرب أطفالي وأفرغ عصبيتي فيهم.

أتمنى أن تساعدوني، أريد أن أعيش، أريد أن أنسى المرض والألم، لا تمر 24 ساعة إلا ويؤذيني شيء، تعبت كليا، لا أحس بحياتي، وأقول: "لمن أعيش إذا كان ورائي الموت؟"، لا أملك أي شغف في الحياة، وأحيانا أنظر للناس وأقول: "لماذا لا يمرضون مثلي؟ لماذا فقط أنا مريضة ومتعبة؟".

ويدخل الشيطان إلى عقلي بأفكار غريبة، وأحسد الناس، وأحس بغل على أهل زوجي؛ لأن أم زوجي ظلمتني وأهانتني كثيرا، وزوجي لا يحرك ساكنا، ويقول لي: أمي لا أستطيع أن أضايقها.

آسفة على طول الرسالة، لكن أتمنى أن تساعدوني، والله يجزيكم عني أفضل الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أختنا الفاضلة - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك كتابتك إلينا بهذا السؤال المؤلم حقيقة، داعين الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك.

أختي الفاضلة: هناك جانبان في سؤالك:
الجانب الأول هو جانب المعاناة التي تعانينها من آلام جسمية ومفاصل وعضلات وقولون، وأمور أخرى كثيرة ذكرتها في سؤالك، بالإضافة إلى الجوانب النفسية كنوبات الهلع والخوف من المرض، وضيق الصدر، وعدم الرغبة في الحياة، وضعف الشغف والإقبال على الحياة، هذا كله من جانب.

من جانب آخر: ما تعانينه في وضعك الأسري، والسكن مع أهل زوجك، وما تلاقينه من معاملة أم زوجك لك، كل هذه الأمور لا شك أنها مؤلمة وصعبة، وإن كان الموضوعان يؤثران في بعضهما البعض، فالوضع الأسري والمنزلي يمكن أن تكون له آثار نفسية صعبة، وكذلك المعاناة النفسية والبدنية، يمكن أن تضاعف من الوضع الأسري والمشاكل الأسرية.

فماذا نفعل أمام كل هذا؟
طبعا ليس هناك عصى سحرية، ولكن ليس هناك من مشكلة إلا ولها حل، وليس هناك من مرض إلا له دواء، والرسول (ﷺ) يقول: (تداووا عباد الله، فإنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء)، فما الحل أختي الفاضلة؟

أنا أعتقد أن تركزي أولا على الجوانب الطبية - سواء البدنية أو النفسية - فأنصحك بأن تذهبي إلى طبيب عام ليقوم بالفحص العام، وربما القيام ببعض التحليلات المخبرية، لنعالج البدن أولا، ومن ثم مرحلة ثانية - وقد تأخذ بعض الوقت - معالجة الأمور النفسية، ولا شك أن الطبيب العام أيضا سيوجهك وينصحك فيما إذا كنت في حاجة إلى العيادة النفسية، أو أن الطبيب العام يغطي هذا الموضوع.

أختي الفاضلة: أنا أعتقد إذا ارتاحت نفسيتك وأقبلت على الحياة بشيء من الشغف، يمكن بعدها أن تتعاوني مع زوجك في حل المشكلة الأخرى، مشكلة السكن، يمكنكما أن تتحدثا لتصلا إلى حل مفيد للجميع.

نقطة أخيرة - أختي الفاضلة -: أمام كل هذه المعاناة وأنت تعملين موظفة؛ فأرجو الله تعالى أن يلهمك حسن التوازن بين حياتك الخاصة ووضعك الأسري ووظيفتك خارج البيت، فهذه كلها حقيقة أمور تتداخل مع بعضها، فيفيد أن تفكري فيها، وتحلي الموضوع خطوة خطوة، فهذا أفضل من جمع الأمور مع بعضها، بحيث لا يدري الإنسان من أين يبدأ.

أدعو الله تعالى لك أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويتم عليك الصحة والعافية والحياة الأسرية الهانئة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات