توتر وتسارع نبضات القلب ورعشة بالجسم..ما تشخيص هذه الحالة؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أدعو لكم جميعا بالصحة والعافية.

عانيت منذ 9 سنوات من التعب الشديد، والأعراض كانت: رعشة، خوف، توتر، تسارع النبضات، ضيق النفس وتقطعه، تقيؤ أثناء الأكل، اصفرار الوجه، وبرود الجبهة، وكنت لا أستطيع الأكل، مع وجود بعض الأعراض الأخرى، مثل: استغراب الأشياء، وتشوش الرؤية، أقول في عقلي: ما هذا المرض الذي استمر 9 أشهر؟ -والحمد لله- شفيت تماما من هذه الأعراض.

كانت تأتيني بعض الأعراض الخفيفة في كل فترة، وزادت الآن، وتأتي بشكل أكبر وأنا نائم، وعندما أصحو من النوم تأتيني الحالة، وهي: برود الجبهة، وكأن رأسي من الجبهة، وتسارع النبضات، وجفاف الحلق، وتوتر، ورعشة بالجسم، وضيق في النفس، فأخرج من غرفتي للمشي قليلا حتى تزول الأعراض، وأرجع لأكمل نومي، فتعود الأعراض مرة أخرى بعد نصف ساعة.

ما سبب وجودها أثناء النوم؟ هل بسبب أني لا أنام جيدا؟ أم هذا بسبب القلق والتوتر وكثرة التفكير؟

شكرا وآسف على الإطالة، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل: إن ما وصفته من أعراض -سواء كانت منها البدنية أو النفسية- إنما هي وصف دقيق لما يسمى بنوبات الهلع أو نوبات الذعر، من الصعب معرفة الأسباب الدقيقة لمثل هذه النوبات، إلا أن لها علاقة بالقلق والتوتر الذي يعيشه الإنسان.

هذه النوبات -نوبات الهلع- تأتي عادة أثناء اليقظة وفي وقت الصحو، حيث يشعر الإنسان مباشرة بما وصفت في رسالتك بشكل دقيق من التوتر والخوف، وتسرع نبضات القلب، ورعشة اليدين أو الجسد، وضيق التنفس، ويشعر الإنسان وكأنه على وشك السقوط، أو أن يحدث له شيء مؤذي، ومن الأعراض ما وصفت من برودة الجبهة واصفرار الوجه، أو أحيانا احمرار الوجه.

لا شك أن هذه النوبات عندما تأتي تكون مخيفة؛ ولذلك سميت بنوبات الهلع أو نوبات الذعر، إلا أنها مجرد نوبات نفسية لن تضرك بدنيا، والغالب أن المصاب عندما يذهب إلى الطبيب أو الطوارئ في المشافي تكون الأمور قد هدأت في نفسه، والفحوصات تكون طبيعية.

أخي الفاضل: نعم أحيانا يمكن لهذا التوتر والقلق الذي يعيشه الإنسان في صحوه أن يؤثر هذا على نومه، وبالشكل الذي وصفته في رسالتك، لكن ما العمل الآن؟ .. أمامك خياران:

الأول: أن تحاول أن تقاوم مثل هذه النوبات، أي تذكر نفسك أنها مجرد نوبة هلع، وهي ستمر وتنتهي دون أن تترك آثارا ضارة عليك، وبالتالي يمكن مع الوقت أن تخف، ويمكن أيضا أن تعود إذا ما واجهت صعوبات في حياتك.

الثاني: غالبا إذا لم تنجح في الخيار الأول أن تلجأ إلى أحد الأطباء النفسيين الذي يمكن أن يؤكد التشخيص ويصف لك الخطة العلاجية، سواء كانت علاجا دوائيا أو علاجا نفسيا عن طريق جلسات العلاج النفسي المعرفي السلوكي.

أطمئنك بأن الأمور طيبة، فكل الذين يعانون من نوبات الهلع تنتهي الأمور عندهم بالتعافي والخروج منها.

داعيا الله تعالى لك بانشراح الصدر، وراحة البال، وتمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات