أصبت بشلل وأتوق إلى زوج صالح يرعاني، فما نصيحتكم؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصبت في حادث منذ سنوات عديدة نتج عنه إصابتي بشلل، وكنت متخرجة من الجامعة للتو مليئة بالأحلام والأمنيات والتطلعات المستقبلية، سواء على الجانب الاجتماعي أو العملي، ولكن كل ذلك ذهب في لحظة، وأشهد الله أني رضيت بقضاء الله، وصبرت صبرا جميلا منذ اللحظة الأولى وما زلت، ولكني الآن أشعر بوحدة قاتلة، أشعر بأني هامش على حياة إخوتي، بالرغم من معرفتي بحبهم لي.

أما علاقتي بربي: فيكفي أن أقول إنه ملجئي وملاذي، والحمد لله، ولكن والدتي هي من ترعاني، وقد كبرت في العمر، ولم تعد كما كانت في السنوات الماضية، أرجو منكم الدعاء لها بالعافية، جزاها الله عني كل خير.

سؤالي: هل لو دعوت الله بالزوج الصالح الذي يكون لي سندا، ويصب علي الاهتمام والاحتواء في ظروفي هذه، أكون فاقدة لعقلي؟ هل يجوز لي هذا الدعاء أم أن مرضي لا يسمح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rehanaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب أجرك ويرفع درجتك ويجعل هذا البلاء الذي نزل بك مفتاحا لكل خير، ونبشرك - ابنتنا الكريمة - أولا ببشارات النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن صبر على ما أصابه من المصائب، وأن الأجر يزيد ويعظم كلما عظمت المصيبة وكبرت، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن ‌عظم ‌الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط) [رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما]، وقال: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه ‌حتى ‌الشوكة يشاكها)، وقال: (ما من شيء يصيب المؤمن ‌حتى ‌الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة، أو حطت) [رواهما البخاري ومسلم] والأحاديث مشهورة جدا في بيان عاقبة الصبر.

والصبر مثل اسمه مر مذاقته ** لكن عواقبه أحلى من العسل

وقد علم الله سبحانه وتعالى أن الخير في ما قدره عليك، فكوني واثقة من حسن تدبير الله تعالى وتصريفه، فقد قال سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [البقرة: 216].

وقد أحسنت حينما صبرت الصبر الجميل على هذا الابتلاء، وهذا من توفيق الله لك في تلك اللحظة، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدك بمزيد الصبر، ويعينك عليه، وأن يقدر لك الخير وييسر لك الأمر.

وأما ما سألت عنه من شأن الدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح، فهذا ليس في شيء من الاعتداء، فالله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وهو دعاء جائز، وليس ذلك على الله بعزيز، والأحسن منه أن تسألي ربك أن ييسر لك من يرعاك ويهتم بك، زوجا أو غيره، وأن يعفك بالحلال عن الحرام، ويغنيك الله بفضله عمن سواه؛ فهذه الدعوات نافعة وهي جامعة وشاملة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير وييسر لك النفع.

مواد ذات صلة

الاستشارات