أصابني التهاب في الحلق سبب لي القلق والاكتئاب.. ما توجيهكم؟

0 20

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مشكلتي هي أنني عانيت من التهاب في الحلق، وعالجته بالمضادات في الوريد لمدة خمسة أيام، وكنت في غاية القلق مدة هذه الأيام، وكنت أعاني من هلوسة، وبعد انتهاء العلاج كانت لا تزال لدي أعراض رجفة، وضيق في التنفس، وتسارع نبضات القلب.

قمت بعمل فحوصات وتبين أن حالتي سليمة من ناحية الصدر والقلب، والتحاليل سليمة، لكن لا زلت في حالة قلق وخوف مستمر، لا أستطيع فعل شيء، مع انعدام الرغبة في الأكل.

تصيبني حالة خوف شديدة من المرض بمجرد إحساسي بأي شعور، وخوف من الموت، وعلى الرغم من أني شاورت صديقتي في هذا الأمر، وأنا مقتنعة بأنها حالة قلق وخوف وتوتر وليست مشاكل صحية، إلا أني لا أستطيع السيطرة على هذه المشاعر.

كما أنها أثرت علي مع عائلتي، فلا أجد رغبة في الحديث معهم، وطوال الوقت قلقة، وأشعر بضيق في التنفس، وسرعة ضربات القلب، وأرهقني الوسواس كثيرا، ولا أجد لها حلا، خصوصا أنها تصيبني على فترة متواصلة، وأثرت على حياتي الدراسية والاجتماعية، رغم أني مقتنعة أنها أشياء خاطئة، لكن لا أجد وسيلة للخروج من تلك الأوهام التي سببت لي آلاما جسدية.

علما أن عائلتي ترفض الأدوية النفسية، وأتمنى الابتعاد عنها، وضاق بي الأمر، والحمد لله على كل حال، والأمر كله بيد الله، وأنا متيقنة من هذا، لكن هناك حاجز يحول بيني وبين عدم التفكير، والاستمرار بحياتي.

أعتذر عن الإطالة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أختنا الفاضلة - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

نعم يمكن عند بعض الناس أن يشعروا بما شعرت به من نوبات الهلع، والخوف على حياتهم وصحتهم عقب أزمة صحية، كما حدث معك من الالتهاب، وتناول المضادات الحيوية. وما وصفته هي حالة من الرهاب ونوبات هلع وذعر، تأتيك مصطحبة بشعور بالرجفة وتسارع نبضات القلب، وهذه النوبات تأتيك بين الحين والآخر، وقد تزداد أحيانا بسبب ضغوطات الحياة، والحمد لله أنك أجريت الفحوصات وطمأنك الأطباء على أن أمورك البدنية سليمة، ولكن لا بد أن تعتني أيضا بصحتك النفسية.

أختي الفاضلة: ما مررتم به في بلدك من إعصار وفيضانات -وقد عشنا معكم كل هذه المعاناة-؛ هذه أيضا ربما كان لها تأثير نفسي عليك أيضا، وهذا يسمى بـ (لإجهاد النفسي بعد الصدمة) أو (اضطراب ما بعد الصدمة) (PTSD)؛ وهي حالة تتسم بالاضطراب وبالقلق، فقد يصاب بها الشخص بعد أن يشهد أو يعيش -بشكل مباشر أو غير مباشر- حدثا مأساويا، أو ظرفا قد يهدد حياته، مثل التعرض للموت أو التهديد بالموت، أو مواجهة عنف حقيقي، أو التعرض لتهديده، أو الدخول في عراك، أو التعرض لحوادث خطيرة.

أختي الفاضلة: ذكرت بأن أسرتك لا يرغبون بالعلاج الدوائي النفسي، فهذا أمر متروك لكم، ولكن يمكنك أن تقومي بما سأذكره لك، ولكن إن تعذر أن تصل حالتك إلى الحالة الطبيعية والمزاجية، وذهاب نوبات الهلع؛ فلا بد من العلاج الدوائي.

ماذا يمكنك أن تفعلي قبل أن نصل إلى العلاج الدوائي؟
أنصحك - وأنت خاصة في هذا العمر من الشباب - بالمحافظة على الصلاة وتلاوة القرآن كما قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وبممارسة النشاط الرياضي بشكل من الأشكال الرياضة، وأخفه ممارسة المشي، ولو لمدة نصف ساعة، ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع. وأيضا لا بد من أن تحرصي على ساعات نوم كافية، والحرص على تغذية صحية متوازنة.

أختي الفاضلة: لا بد من أن نلجأ إلى العلاج، فالنبي (ﷺ) يعلمنا ويوجهنا بقوله: (تداووا عباد الله، فإن الله ما أنزل من داء إلا وأنزل له دواء)، فهذا كما ينطبق على الأمراض البدنية ينطبق على الأمراض النفسية، كحالة الهلع هذه، فلا بد من العلاج بشكل من الأشكال، وخاصة أن هذه الحالة النفسية بدأت تؤثر على كامل حياتك الدراسة، والأسرية والاجتماعية.

داعيا الله تعالى لك بأن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويمنحك تمام الصحة والعافية البدنية والنفسية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات