هل تتحمل الفتاة التي أريد الزواج بها أوزار والدها؟

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أريد الزواج بفتاة ذات خلق ودين، وقد دخلت إلى قلبي، وأريدها زوجة لي على سنة الله ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ولكن المشكلة أن أبي غير مقتنع بشكل تام، لأن أباها عليه ديون بمبالغ كبيرة، وسأل عنه البعض فأخبروه أن أباها تراكمت عليه الديون بسبب خسائر حدثت له؛ لأن مشروعه التجاري لم ينجح، وبسبب سوء الإدارة، وأنه رجل محترم وذو خلق، ولكن هذا ما حدث لوضعه المادي. وشخص آخر أخبره بأنه دخل مع شريك في شراكة وفيها احتيال.

فسؤالي هو: هل البنت تحمل ذنب أبيها حتى لو كان - لا قدر الله - محتالا، رغم أن الغالبية قالوا: إن الخسارة ناتجة عن خسارة بالمشروع، وأنه يسدد الديون.

الآن أنا أحب البنت كثيرا، وتأكدت مرارا من أخلاقها ودينها، والجميع لم يتكلم بكلمة سوء عنها، وأنا لا أريد كسر كلمة والدي، لكني أحب الفتاة كثيرا وأريدها زوجة صالحة لي، هل الفتاة تحمل ذنب والدها لو كان هكذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Wadee حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال.

لا ذنب للبنت في ما حصل لوالدها، بل لا ذنب للوالد - على الغالب فيما ذكرتم - إذا كان تعرض للخسارة، فإن هذه أقدار يجريها الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يخرجه مما هو فيه، وأن يرفع الغم والهم عنه وعن سائر المسلمين.

ولا يخفى على أمثالك أيضا من الفضلاء أنه {لا تزر وازرة وزر أخرى}، وأن الفتاة لا ذنب لها في ما يحدث لوالدها أو ما يحدث منه، ولذلك العبرة بصلاح دين الفتاة، وقد تبين لكم بالسؤال عنها أنها على خير.

أما بالنسبة لوالدك ورفضه لهذه الفتاة؛ فأرجو أن تجد من الوجهاء والفضلاء من الأعمام والعمات، والأخوال والخالات، والأهل والوجهاء من يستطيع أن يقنع الوالد، ونتمنى ألا تستمر في مشروعك العاطفي إلا بعد أن تجتهد في إقناع الوالد، وإن كان الإقناع ليس شرطا لصلاحية الزواج، لكن من الأسباب المعينة للإنسان على أن ينجح في حياته: أن يدخل هذه الحياة والوالد والوالدة راضيان عن الفتاة وزواجه بها، ومشاركان في زواجه بحماس واندفاع، وروح معنوية مرتفعة.

لذلك ننصحك بالاجتهاد على الوالد، وتحسين صورة تلك الفتاة، بل بيان الحقيقة الذي حصل لوالدها، حتى لا يظلم هذا الوالد أيضا، وأكرر: لا ذنب للفتاة فيما حصل لوالدها أو ما حصل منه.

والتجارة الخسارة فيها ليس عيبا وليس ذما، فهذا أمر يبتلي به الله تبارك وتعالى من شاء من عباده، وكثير من السلف كانت عليهم ديون من أمثال معاذ بن جبل، وابن سيرين، وطوائف من سلف الأمة الكرام دخلوا في خسارات مالية، واضطروا إلى أن تكون عليهم ديون، لذلك الشريعة تعلمنا أن يتعوذ الإنسان من الدين؛ لأنه هم بالليل وغم بالنهار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرفع الغمة عن الأمة.

لذلك قبل أن تمضي في هذا المشروع اجتهد في تصحيح الصورة، وفي إقناع الوالد، وفي عزل الفتاة عما حصل من أبيها أو لأبيها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات