قلبي متعلق بفتاة لكنها لا تناسبني، فما توجيهكم؟

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم..

كنت على علاقة مع فتاة، تتخللها المعاصي والشهوات لكن من غير زنا، وكنت أرغب في التقدم لها، وبحكم عدم استقرار العلاقات بين أهلي وأهلها كان هناك سوء فهم ومشاكل فانقطعت العلاقة، وكان لا بد أن أتزوج، فتزوجت من فتاة غيرها ولم تستقر علاقتنا، والآن نحن في المحاكم للطلاق.

قبل فترة قصيرة صادفت الفتاة التي كنت في علاقة معها، وسلمت علي وباركت لي بتخرجي من الجامعة ومن زواجي، فدهشت وقتها وكأن أحدا عاد من بعد موته، لا أنكر أنني لا زلت أحبها حبا جما، بالرغم من الذنوب التي كانت بيننا، لكنني -والحمد لله وبفضل الله وكرمه- استقرت حياتي والتزمت أكثر وابتعدت عن الذنوب، وأصبحت حياتي بعيدة عن الذنوب، وأطلقت لحيتي، وأنا الآن ملتزم.

تحدثت مع الفتاة على الواتس اب وقلت: لماذا عدتي؟ قالت: بأنها لم تقصد أن تظهر، وحدثتني عن حياتها وماذا جرى بها، والآن ستتخرج في الفصل القادم وتنوي السفر مع أهلها إلى أوروبا، وهي غير ملتزمة بأمور الدين كثيرا، ملابسها غير محتشمة، وتلبس ملابس قصيرة تظهر مفاتنها، وتشرب الأرجيلة، وأحسها في بعض الأمور مسترجلة باعتبارها من مدينة منفتحة، وفي الحقيقة هذه الصفات لا تناسبني فيها، لكني أحبها كثيرا وأريد الزواج بها، فماذا أفعل؟

أنا تائه وضائع وممتنع عن الحديث معها، أحس أني بحاجة إليها وللحديث معها.

أفيدوني، جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يهديك للحق، وأن يثبتك على الحق، وأن يعينك حتى تحمد الله الذي هيأ لك الحياة المستقرة، فإن الإنسان الذي أنعم الله عليه بحياة زوجية مستقرة ما ينبغي أن يلتفت لماضيه المظلم، وما ينبغي أن يفكر في بناء حياته على معصية ومخالفة، واحمد الله تبارك وتعالى الذي أخرجك من دائرة الممارسات الخاطئة مع الفتاة المذكورة، واجعل من شكرك لله تبارك وتعالى المزيد من الثبات على الخير، والمزيد من الوفاء لزوجتك وأسرتك.

إذا كانت هذه الفتاة -التي كانت شريكة لك في المعاصي في الأزمنة الماضية- قد عادت لتسلم عليك وتبارك لك؛ فأرجو ألا تمضي مع حبائل الشيطان وخطوات الشيطان، واجتهد في قطع هذه العلاقة، لأنها علاقة كانت محرمة وتعود بنفس الصورة، مع فتاة تشير إلى أنها متبرجة، ومقصرة، وأنها تتجاوز الحدود المقبولة عند غيرها من الفتيات، بل هي متشبهة بالرجال.

فانتبه لنفسك، وتعوذ بالله من شيطان يريد لك الشر، واحرص دائما على المحافظة على التوبة، واحمد الله الذي أعانك على الثبات على هذا الدين، وأنت تمثل مظهر الدين بلحيتك ومظهرك، فكيف ترتبط بفتاة ضعيفة الدين، ومتبرجة في ثيابها، مسترجلة في صفاتها، متشبهة بالرجال (ولعن الله المشتبهات من النساء بالرجال)، وهي كذلك من أسرة لا تراعي هذه القواعد، والدليل على ذلك أنها تريد أن تهاجر إلى بلاد العري وإلى بلاد الشر.

فانتبه لنفسك وسد هذا الطريق، واعلم أن من تمام توبة الإنسان أن يتخلص من كل آثار المعصية، ومن رفقة المعصية، ومن ذكريات المعصية، ونسأل الله أن يعينك على الخير ويعينك على الثبات.

وهذه الحاجة التي تزعم أنك بحاجة إلى أن تكلمها هي مدخل من مداخل الشيطان، والشيطان يستدرج ضحاياه، ويستدرج الإنسان للوقوع في المعصية، فحذار أن تستجيب للخطوات الأولى؛ لأنها تجر إلى ما بعدها (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان هو الثالث)، والكلام مرفوض سواء كان بطريقة مباشرة، أو باستخدام وسائل التواصل ووسائل الاتصال، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

وسعدنا أنك ممتنع عن الحديث معها، فأرجو أن يستمر هذا الامتناع وهذا الرفض للحديث معها، بل ندعوك إلى عدم الذهاب إلى الأماكن التي تتوقع أن تكون موجودة فيها؛ لأن هذا كله استدراج من عدونا الشيطان.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك في حياتك الزوجية الحلال، وأن يلهمك طاعة الكبير المتعال.

مواد ذات صلة

الاستشارات