مشاعر الخوف تحول دون قدرتي على العمل، فما توجيهكم؟

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لكم على ما تبذلونه للناس من مساعدات. معاناتي تتمثل في أنني لا أستطيع العمل، مثال: عندما أركب أي سيارة لقيادتها أرتجف، ولو أكملت رغم الرجفة يغمى علي! وكذلك في مهنة الحلاقة أقف كي أعمل، وعندما أقف تبدأ يدي بالارتجاف، ولو تركتها وحاولت الاستمرار يغمى علي، فما رأيكم؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Youssef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل: أشكرك على رسالتك واستشارتك، وأشكرك أيضا على ثنائك وشكرك الجزيل لنا على ما نقدمه، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل كل هذا في ميزان حسناتنا جميعا.

أخي الفاضل: سؤالك عن قضية عدم القدرة على العمل، يبدو أنه مرتبط ببعض علامات الخوف أثناء تأدية العمل. قد يحدث هذا أحيانا لعدة أسباب: أن يكون الشخص دائما يحاول في أداء عمله أن يكون دقيقا ومجودا إلى درجة تصيبه بالخوف في تأدية العمل، ورغم أن الرسالة لم تحدد ذلك؛ لكن أرجو أن تركز في هذا الأمر، فليس كل الأعمال تتطلب شيئا من القلق أو الخوف، صحيح أحيانا نحن نحتاج أن نجود أعمالنا، وبالتالي كلما كنا أكثر حرصا على تجويده كان العمل أفضل أداء وأفضل نتيجة، ولكن الخوف الأكثر من اللازم يصبح حقيقة حالة اضطراب، ونحن لا نريد أن نسميها حالة مرضية، ولكن إذا وصلت المرحلة إلى مرحلة خوف، فعند ذلك الحل في التفكير في موضوع كيفية معالجتها.

أما في الوقت الراهن فإنني أنصحك أولا: أن تختار من الأعمال ما يكون في حدود قدراتك المادية، وقدراتك العملية، وقدراتك النفسية والعقلية، وأن تمارس عملك بالتدريج، يعني: تجود عملك بالتدريج، ولا تبدأ بالعمل لفترات طويلة، وإنما أن تحدد فقط ساعات عمل في البداية، ساعات محدودة للعمل في البداية، ثم تزيد هذه الساعات قليلا قليلا، وتحاول أن تجعل الاستمرارية هي هدفك في المستقبل.

كما أود أن أذكرك أيضا أنه من المهم جدا أن تساهم في عملية تقليل القلق والخوف من نتائج العمل، بعدم الاكتراث الزائد لعلامات الخوف التي تظهر أحيانا، مثل الرجفة، أو العرق، أو ما يزيد من التوتر الزائد على الجسم، كما أرجو أن تكون أيضا مستعينا -بإذن الله تعالى- بالنشاطات الدينية، وأنشطتك النفسية والروحية التي تساهم في دفع هذه الأعراض بعيدا، وذلك بالالتزام بصلواتك والالتزام بشعائرك الدينية، وكذلك الذكر، فإن في الذكر كثير ما يقضي على الخوف.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك في عملك القادم -بإذن الله-.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات