أحب الجلوس مع أبي ولكنه منشغل عني بالتلفاز، فما الحل؟

0 25

السؤال

السلام عليكم.

لم أبلغ سن الرشد بعد، ولكني أحب أبي جدا، وأشعر بالاكتئاب إن لم أجلس يوما معه، ولكن أبي يمضي معظم وقته أمام التلفاز؛ فهو ما إن يعود من عمله حتى يتوجه ناحية التلفاز ليشاهده، والتلفاز موجود في الغرفة التي ننام ونجلس فيها أنا وهو؛ لأنها غرفتنا.

والمشكلة أنه يشغل الموسيقى، وأنا أريد الجلوس معه، ولكني أخاف سماع الموسيقى، فأضطر لتركه بمفرده، والجلوس في غرفة أخي، كما أن أمي وإخواني لا يجلسون معه، وبالتالي فإنه يمضي معظم وقته مع نفسه، ويغضب مني، ويحزن كثيرا، ومن الممكن أن يترك المنزل؛ لأن بينه وبين والدتي مشاكل، وهو متحمل لأجلي، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك ابننا عمر في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يحفظ لك والديك، إنه جواد كريم.

ولدنا الحبيب: لا شك أن والدك يحبك كثيرا، وقد ذكرت أنه يتحمل لأجلك، واستشعارك بحب أبيك لك بداية جيدة نستطيع أن نبني عليها.

- قد ذكرت أنه يقضى أكثر أوقاته أمام التلفاز، وهو يسمع الموسيقى، وأنت لا تحبها أو تخاف من حكمها الشرعي، وهذا أمر جيد، لكن ليس الحل يا عمر في ترك والدك وحده، ولكن الحل في الاندماج أكثر مع الوالد، والحديث إليه، والتعلم منه، وفصل الصلة التي بينه وبين التلفاز رويدا رويدا، وذلك يكون بما يلي:

أولا: حضر كل يوم أسئلة جديدة، واسعة، فضفاضة، تخصك وتخصه، وهو يحب التحدث عنها، واجعلها منوعة؛ فتارة تكون عن الحديث عن طفولة والدك، والحديث عن جدك لأبيك، والحديث عن العائلة، والحديث عن تعليمه ونشأته، المهم أنه متى ما بدأ الحديث اجعله يسترسل، واستمع إلى كلامه، وانتبه له جيدا.

ثم إذا تحدث عن الصلاة، فابدأ بالسؤال عن الصلاة، وفضلها، وأجرها، وحكم تاركها، المهم أن تأخذ من حديثه ما يناسب المقام الذي تريد الوصول إليه.

ثانيا: أكثر من مدح والدك وأظهر له حبك، ونحن ندرك أنك تحبه، لكننا نريد أن ينتقل هذا إلى الإعلان عنه بطرق مختلفة: (أنا أحبك كثيرا أبي، لا أتصور الحياة بدونك، كلما أجلس معك أشعر بالأمان، لا تتركني كثيرا).

ثالثا: كلما حدث معك وإياه حوار اكتب له في ورقة (لقد كانت لحظات جميلة تلك التي قضيتها معك، ونحن نتحدث عن ..... واسترسل بأسلوبك أنت) اكتب لأنه سيقرأ الرسالة أكثر من مرة.

رابعا: إذا لم تجد أسئلة، وهو لا يرغب في الحديث، فلا تترك المكان، بل اجلس معه، ولكن خذ مصحفا واقرأ فيه أمامه، أو كتابا وادرس فيه، المهم أن تكون بجواره، وثق أن هذا الموقف سيؤثر فيه.

وأخيرا: والدك يحبك، وأمك تحبك، ونسأل الله أن يصلح ما بينهما، إنه سميع قريب.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات