تدهورت حالتي وتكاسلت عن صلاتي وأشعر بفزع وخوف، فما الحل؟

0 19

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في مقتبل العمر، الحمد لله متدينة، تخاف الله، أعرف ديني كثيرا، تطلعت للكثير من الأشياء، لكن للأسف لمدة زمنية أصبحت لا أصلي، وتكاسلت، أصبحت أشك في ديني، تدهورت حالتي، أصبحت لا أطيق سماع القرآن، وعند سماعه أشعر بالفزع، وأسمع أصواتا، كرهت دراستي التي كنت فيها متفوقة، حاولت العديد من المرات التكلم مع أهلي بخصوص هذا الأمر، لكن لا يعطونه أهمية.

حقا سئمت، وأصبحت أرتعب من الله، أعيش في ظلام، لا أستطيع أن أخرج منه، فهل الحل المناسب هو الانتحار؟

جزاكم الله خيرا أفيدوني، وما هو تشخيص حالتي؟ وما هو الحل لذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يردك إلى الحق ردا جميلا، وأن يصرف عنك ما حل بك، وأن يرشدك إلى الطريق المستقيم.

أختنا: لم نجد من التفاصيل ما نجزم به أو ما يترجح لنا ما حالتك! ولكن ننصحك بعدة نصائح، ونرجو السير عليها لفترة ثم راسلينا بعدها، وأخبرينا بحالتك، وقبل أن نخبرك -أختنا- بما نريده منك نرجو ألا تتوقفي عن الأخذ بتلك النصائح، وإن وجدت ما ينفرك منها.

أولا: ترك الأوهام التي أصابتك واحتقارها وعدم التفكير فيها، فأنت مؤمنة وإن أوهمك شيطانك بعكس ذلك، وأنت محبة لدينك وإن توهمت غير ذلك، وأقل دليل لدينا هي هذه الرسالة التي تريدين خلاصا لحالك.

ثانيا: خذي بكل الأسباب الكفيلة بتفوقك بداية من التخطيط وحتى التنفيذ، على أن يكون التخطيط واقعيا متدرجا، وليس مثاليا.

ثالثا: تحصني بذكر الله تعالى في كل وقت، خاصة أذكار الصباح والمساء، مع ضرورة ذكر الله عند النوم، وأثناء النوم فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من تعار من الليل -أي استيقظ من نومه-فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له).

وقد سأل الوليد بن الوليد رسول الله قائلا: يا رسول الله إني أجد وحشة؟ فقال: (إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون).

وإن كنت لا تحفظينها، فاستغني عنها بالمعوذتين، (فما تعوذ متعوذ بمثلها قط)، "قل أعوذ برب الفلق*من شر ما خلق الفلق" عامة، ثم استعيذي من أشياء خطيرة، خاصة الليل وما فيه من الطوارق، والمفاجآت الخطيرة، "ومن شر غاسق إذا وقب الفلق". ومن السحرة والساحرات، "ومن شر النفاثات في العقد الفلق" ومن الحاسد، وعين الكائد، "ومن شر حاسد إذا حسد"، وسورة الناس.

رابعا: قراءة سورة البقرة كاملة كل يوم في البيت، ويستحب أن تقرئيها بنفسك، فإن عجزت فعلى الأقل اسمعيها في البيت عن طريق المسجل أو ما شابهه.

خامسا: المحافظة على الرقية الشرعية، مع العلم أن الشعور الذي ستشعرين به، أو الذي شعرت به قبل ذلك قد يتجدد، وقد يتطور فلا تعبئي به، واستمري في القراءة، ويجوز لك إن لم تستطيعي رقية نفسك أن تسألي عن الأخوات الصالحات اللاتي يستخدمن القرآن والسنة في الرقية الشرعية، فإن هذا مباح والأولى عندك أن ترقي نفسك بنفسك.

سادسا: إن استطعت أن تذهبي للعمرة فخير، واشربي هناك من ماء زمزم بنية الشفاء، وإن لم تستطيعي فافعلي ما سبق ذكره.

سابعا: نرجو أن تغيري غرفة نومك إلى أخرى، فإن عجزت، فغيري مكان سرير نومك مع قراءة سورة البقرة في تلك الغرفة، والنوم على الأذكار، وخاصة آية الكرسي وخواتيم البقرة، والمعوذات، وقل هو الله أحد.

أختنا الكريمة: استمري على هذا شهرا متواصلا، ثم راسلينا بعد ذلك، ولكن نؤكد على أن تسيري في الخطين معا، خط التحصين بالذكر، وخط التخطيط والعمل، وستجدين الخير بإذن الله أمامك.

توكلي على الله، واعلمي أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لن يقدروا، فاعتصمي بالله تسعدي.

نسأل الله أن يحفظك بحفظه، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات