وساوس شديدة تؤثر عليّ وأخاف أن يشعر بها الناس، فما الحل؟

0 17

السؤال

مرحبا: عمري 23 عاما، منذ سنة بدأت معي بعض الوساوس، ظهرت لأول مرة عندما سهرت إلى الفجر، فلم أستطع النوم، فقررت الاستيقاظ وممارسة الجري؛ ظنا مني أني سأصلح موعد نومي، كان يوما شاقا صراحة.

في الليلة الموالية عانيت للنوم؛ غفوت لساعات ثم بدأت أفكار تسلطية داخل رأسي: ' لن تستطيع النوم مجددا'، 'أنت مسحور' مع خوف وقلق كبيرين، كنت أتساءل كيف لفكرة أن تكون بهذه القوة داخل رأسي! بعد بحث شخصت نفسي بـ OCD. برغم من كل هذه المعاناة استمررت في الذهاب إلى الجامعة، صالة الرياضة، الالتقاء بالأصدقاء، كما أنني حصلت على المرتبة الثانية في شعبتي في الجامعة في تلك الدورة ولله المنة والفضل.

مع العلم أني أقطن بعيدا عن والدي، غير الوسواس جلده ليصير خوفي من الجنون، أصبحت خائفا أن أفقد عقلي! كنت أخاف أن يشعر بي أحد ما عند حديثي معه؛ خوفا مني أنه لن يعلم أنه وسواس، بل سيقول بأنه جنون!

كانت الأفكار تختفي تارة وتعود تارة أخرى، أحيانا أبكي لشدة ما عانيت، كما أنني أريد تحقيق العديد من الأهداف في الحياة. الآن مضت تقريبا سنة، وفي العطلة سأعود إلى المدينة التي يقطن فيها والدي، أحس أنني لم أعد أحب أن ألتقي أو أجلس مع بعض الأشخاص الذين كنت أعرفهم؛ بغض النظر عن الوسواس؛ لأني أصبحت جادا بشأن حياتي، لكني لم أقاطع أحدا، أتحدث مع الجميع، وأبتسم، معظم الوقت أذهب إلى مقهى أستمتع بوقتي، فيسألني الجميع أين اختفيت؟ هل تجلس في البيت؟

صار عندي وسواس أنهم يتحدثون عني، وقد يطلقون أحكاما، تكاد هذه الوساوس تكون حقيقية!

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Souf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولا: الحمد لله أن جعلك من المتفوقين الطامحين لتحقيق ما هو أفضل في الحياة، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

بالنسبة لموضوع الوسواس القهري - أخي الكريم - هذه الأعراض التي ذكرتها هي لا شك أنها وساوس قهرية اقتحمت عقلك، ويعتبر الوسواس القهري من الأمراض العصابية التي تسبب القلق والتوتر، وليس من الأمراض التي تخشى منها كالجنون أو فقدان العقل، فلا تهتم بما يتعلق بالشكوك، ولا تفتح لها مجالا حتى لا تزيد وتتعمق.

حاول - أخي الكريم - طرد الأفكار الوسواسية بإحلال أفكار إيجابية مجدية تتعلق بدراستك ومستقبلك، وتجاهل كل فكرة ليست لها قيمة أو فحوى، ولا تفتح معها أي نوع من الحوارات؛ لأن علاج مثل هذه الأفكار هو الترك، وتحمل القلق الناتج عن هذا الترك أو التجاهل لفترات زمنية متدرجة، حتى يتعود جهازك التنفسي على تحمل القلق.

وللمساعدة في ذلك حاول ممارسة تمارين التنفس العميق والاسترخاء العضلي باستمرار، ولا تجلس وحدك، بل خالط الناس وتفاعل معهم، وشاركهم في مناسباتهم الاجتماعية، ولا تفتح المجال لهذه الشكوك التي تتعلق بأن الناس يعرفون عنك كل شيء، أو يتحدثون عنك، واعتبر سؤالهم نوعا من الاهتمام بك وليس ضدك.

وذكر نفسك بأن فترة الدراسة هي فترة انتقالية ومؤقتة ستنتهي وسترجع -إن شاء الله- إلى أسرتك، لتفرحها بإنجازاتك الأكاديمية، وهم في انتظارك، لتشرح صدورهم، وترسم البسمة على شفاههم، ويفتخرون بك.

نوصيك بالمداومة على الصلاة في جماعة، وقراءة القرآن، والمواظبة على أذكار الصباح والمساء.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظك، ويزيل عنك هذه الشكوك وهذه الوساوس، وليس ذلك على الله بعزيز.

مواد ذات صلة

الاستشارات