إساءة الناس والأقارب وطباعهم الصعبة، كيف أتعامل معها؟

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف أتعامل مع الأشخاص أصحاب الطباع الصعبة جدا؟ مثال على صعوبة طباعهم: الجدل الشديد، الانفعال، بذاءة اللسان، والانتقاد بشكل جارح، خصوصا لو كانوا من الأقارب والعائلة، مثل: أمي، وأختي، وقصدت أختي في الألفاظ السيئة طبعا.

كيف أتعامل معهم إن أردت نهيهم عن منكر يفعلونه، أو أن أرشدهم للمعروف مثلا؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التعامل مع الشخصيات الصعبة يحتاج إلى اكتساب مهارات وصبر في المقام الأول، ثم معرفة قدر ومكانة هذه الشخصية، فالشخصية الصعبة كأحد الوالدين يختلف التعامل معها عن غيرها، وهكذا.

ومن أهم تلك المهارات في التعامل مع الشخصية الصعبة:

أولا: حسن الاستماع وعدم المقاطعة؛ لأن الاستماع يساعد الطرف الآخر على تفريغ حالة الانفعال والغضب.

ثانيا: الهدوء وعدم الانفعال، فالشخصية المنفعلة تواجه الطرف الآخر بقوة وبحدة أكبر عندما يقابلها بالانفعال والغضب، فهدوء أحد الأطراف يجبر الطرف الآخر على الهدوء وعدم الانفعال، والعكس كذلك.

ثالثا: تجنب التصعيد ففي لحظات الحوار أو النقاش مع الشخصية الغاضبة يمكن تفادي زيادة الانفعال وحدة التوتر بكل ما يقلل تصعيد الموقف؛ كالمدح والثناء، أو التأييد لبعض الجوانب الصائبة لدى الطرف الآخر، أو التلفظ بعبارات مثل: أتفق معك، أو كلامك صحيح، ونحوه.

رابعا: اختيار المكان والوقت المناسب، فالشخصية الصعبة لديها حساسية شديدة من نظرات الناس عند توجيه النقد لها في العلن، فذلك يشعرهم بالهزيمة والنقص وضعف الرأي؛ لذلك تتخذ الشخصية الصعبة غالبا موقفا هجوميا بكل الوسائل لتجنب سقوط الذات، أو تشويه صورتها أمام الآخرين، فتبادر إلى الرد بقوة لتظهر قوتها وانتصارها على الآخرين، فمن الأفضل اختيار المكان والوقت المناسب للحوار والمناقشة، والنقد والنصيحة.

خامسا: ما من شخص إلا وله مفاتيح لقلبه مهما كان قاسيا أو فضا، فمعرفة أنماط الشخصيات والتغيرات التي تحدث لهم، يساعد في فهم الأساليب الأنسب في التعامل معهم؛ وبالتالي مثلا: قد تكون الهدية، والإحسان والمعروف، وإظهار الاهتمام من أهم الأبواب لكسب القلوب.

أما ما يتعلق بالوالدين فإضافة لما سبق: فللوالدين حق أعظم ومكانة أكبر لا بد أن تحترم، ويعرف لها قدرها، حتى وإن بدر من أحدهم إساءة أو غلظة، فالأساس هو الصبر والدعاء لما يصدر منهم ما لم يأمروا بمعصية الله تعالى.

والمبادرة بالإحسان وصنع المعروف للإنسان عموما، وللوالدين خصوصا يكسر حدة النفس، ويجعلها أقرب لقبول النصيحة، فقد روى البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تهادوا تحابوا)، فالهدية وصنع المعروف والإحسان يأسر القلوب، ويستجلب معه المحبة والألفة.

أخيرا: المتصدر للنصح والتوجيه وتعليم الناس لا بد أن يوطن نفسه على اختلاف شخصيات الناس وطبائعهم، فالداعية إلى الله لا بد أن يكون على دراية بما يلاقي من صد وصعاب من الآخرين، فيستعين بالله تعالى، ويكثر الدعاء، ويسأل الله الثبات، فيجعل الله في قوله وفعله البركة والقبول، والمحبة من الناس.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ورزقك الخير أينما كنت.

مواد ذات صلة

الاستشارات