أتحدث بشكل طبيعي ثم تنتابني نوبات من الصمت والحزن الشديد!

0 5

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أستفسر عن أمر يشغل بالي، وهو أني عندما أتحدث إلى شخص معين بغرض الزواج تدوم فترة التعارف، لكن بعد مرور الوقت أشعر بأنني لم أعد أرغب في التحدث إليه، وهذا الأمر يحدث معي كذلك إذا كنت مع عائلتي، تكون الفترة الأولى التي آتي فيها إلى المنزل أحب الحديث معهم، ولكن بعد فترة أنغلق على نفسي، وأشعر أنني أريد الذهاب إلى مكان آخر.

أشعر بالحزن الشديد، وأريد فقط أن أبكي أو أن أذهب إلى مكان آخر، وفي نفس الوقت أشعر أنني لم أعد قادرة على فعل أي شيء! لا أعرف هل هذا اكتئاب أو أنني أعاني من اضطراب ثنائي القطب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب.

لا أعتقد أن هذا اكتئاب نفسي، وهو أمر ليس له علاقة بثنائية القطبية، أنا أعتقد أنه ربما يكون ناتجا من قلق نفسي بسيط مع شيء من الوسوسة، وقد يكون الأمر مرتبطا بسماتك التكوينية فيما يتعلق بالبناء النفسي لشخصيتك، بعض الناس يكون لديهم رغبة في أشياء وعندما يمارسونها بعد ذلك يصابون بالملل، مما يجعلهم يدخلون في نوع من الانغلاق الاجتماعي.

هذه الحالات ما دمت أنت مدركة لها تماما يمكن أن تعالجيها، بالنسبة للحديث مع الأهل لا بد أن تجري حوارات داخلية مع نفسك، أنت عضو أساسي في أسرتك، ولا بد أن تكوني شخصا تفاعليا إيجابيا، وحين تأتيك نوبات الصمت هذه يجب أن تتجاهليها تماما، وتذهبي وتتكلمي مع أحد أعضاء أسرتك، أو أكثر من شخص.

إذا: القيام بالفعل المضاد هو العلاج، الأمر أنت تدركينه تماما، ويجب أن تعرفي أن هذا نوع من الفشل الاجتماعي الذي يجب أن لا يرتبط بشخصيتك أبدا، إذا تفهم العلة وتحقيرها هو المدخل الرئيسي لعلاجها، وأما حديثك مع شخص معين بغرض الزواج، وتكون في البداية العلاقة جيدة بعد ذلك يحصل عدم رغبة من جانبك في التحدث إليه، هذا ربما يحمل طابعا آخر أنك لم تجدي قناعات قوية في الشخص لتتخذيه زوجا، وهذا يؤدي إلى النفور وإلى شيء من الانغلاق الاجتماعي، هذا أمر جائز جدا.

وعموما نوع هذا التواصل أصلا ليس مرغوبا فيه، له آثار سلبية كثيرة على البنت، بجانب الجوانب الشرعية هنالك الجانب الاجتماعي، والجانب النفسي، وكثير من هذه العلاقات لا تؤدي إلى نتائج مفيدة في نهاية الأمر، بل قد تنتهي إلى نهايات سلبية، فأنت محتاجة للمزيد من الدمج الاجتماعي في أسرتك أولا، ثم بعد ذلك إذا انضممت إلى أحد المراكز الثقافية والخيرية والاجتماعية، هذا أيضا سوف يجعلك أكثر تأهلا للتفاعل الاجتماعي.

ويجب أن تحسني إدراكك فيما يتعلق بكفاءة المهارات الاجتماعية لديك، وهي أنه حين يخاطب الإنسان شخصا آخر يجب أن يلاحظ تعابير وجهه، وكذلك نبرة الصوت ولغة الجسد؛ هذه المدعمات الرئيسية لتحسين التواصل الاجتماعي، حاولي أن تجعلي في حياتك أهدافا، هذا مهم جدا، وتضعي الآليات التي توصلك إلى أهدافك، هذا أيضا فيه تأهيل كبير جدا للنفس، مارسي أي نوع من الرياضة كرياضة المشي مثلا، فهي تمتص الطاقات النفسية السلبية.

لا أراك في حاجة لعلاج دوائي، طبقي ما ذكرته لك من إرشاد، وأسأل الله أن تتحسن أمورك، وإن لم يحدث تحسن سيكون من المفيد أن تقابلي طبيبا نفسيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات