أنجبت طفلًا مصابًا بالتوحد وآخر سليمًا، فهل أكرر الإنجاب؟

0 17

السؤال

السلام عليكم

ابني الأكبر عمره 7 سنوات، يبدو كطفل في عمر السنتين، حيث إنه يعاني من طيف التوحد، بعده أنجبت بنتا -الحمد لله- طبيعية، لا تعاني من شيء. حاليا حالة ابني تتحسن مقارنة بما كان عليه، ذكي، ويدرس في مدرسة عادية، فقط أحيانا يغضب بسرعة.

سؤالي: أريد أن أنجب مرة أخرى، ولكني خائفة من إنجاب طفل آخر مصاب بالتوحد؛ لأنني قرأت في عدة مواقع على أنه وراثي، علما أنني أعيش في أوروبا، وليس لدي من يساعدني في تربية الأطفال.

أريد الإنجاب حتى أطفالي يريدون أخا أو أختا، لكني خائفة جدا، فهل يعتبر حراما علي؛ لأنني خائفة من إنجاب طفل مصاب بالتوحد؟ وما هي نصيحتكم لي؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التوحد من المشاكل الطبية التي انتشرت في الفترة الأخيرة وازدادت نسبتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وطيف التوحد لا يمكن توقعه قبل الولادة؛ لأن نطاق المرض واسع جدا، والأسباب غير محددة بصورة واضحة حتى الآن، وتوجد نسبة بسيطة متعلقة بأسباب لها علاقة بالجينات، والعامل الوراثي، أو مشاكل الأيض، وفي هذ الحالة يمكن توقع نسبة الإصابة، لكن كما ذكرت لك النسبة ضئيلة جدا مقارنة بالأسباب غير المعروفة، ويمكن لطبيبك المعالج أن يقدم النصح إذا ما كانت هناك فحوصات لها علاقة بالوراثة يحتاجها طفلك، أما التعامل مع التوحد، فبالطبع بالتشخيص المبكر والتدخل المبكر، لكن لا توجد فحوصات توقعية حتى الآن.

والله الموفق.
_____________________
انتهت إجابة: د. حاتم محمد أحمد -أخصائي أطفال والطب العام-،
وتليها إجابة: الشيخ أحمد الفودعي -المستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
_______________________
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.

لعل السؤال تسألين فيه عن حكم الامتناع عن الإنجاب الآن، فإن السؤال غير واضح، ولعل كلمة سقطت كنت تريدين كتابتها فلم تكتبيها، وعلى كل حال: إذا كان هذا هو المقصود من السؤال: هل يحرم عليك الآن الامتناع من الإنجاب أو لا؟

فالجواب - أيتها الكريمة - أن الامتناع من الإنجاب امتناعا مؤقتا بسبب أو لآخر أمر جائز لا حرج فيه، ليس حراما، وإنما الحرام هو تعاطي الأسباب التي تمنع الحمل منعا دائما مؤبدا، فهذا حرام، كما يقول أهل العلم؛ لأن فيه إفسادا للنسل الذي جعله الله سبحانه وتعالى من أهم مقاصد النكاح والزواج، وبه يحافظ على النوع البشري على هذه الأرض.

أما إذا كان سؤالك بعكس هذا وهو: هل حرام عليك أن تنجبي الآن مع تخوفك من حصول إعاقة لدى هذا الطفل الذي ستنجبينه؟ فالجواب: ليس في ذلك حرمة، وينبغي أن تتوكلي على الله سبحانه وتعالى، وتحسني الظن به، وأنت بنفسك قد سبقت لك تجربة تشهد عيانا أنه ليس من المؤكد، أو الغالب على الظن أن ما ستنجبينه سيكون مصابا بهذا الداء، فقد أنجبت بنتا طبيعية، والأطباء - كما أفادك الدكتور حاتم - يقولون بأنه من النادر أن يرتبط بالأمور الوراثية، فهذا كله ينبغي أن يكون مقللا للخوف لديك، وأن تتوكلي على الله سبحانه وتعالى، وتحسني الظن به.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات