شخصيتي حساسة وتعوق تأقلمي في العمل، فكيف أغيرها؟

0 10

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شخص حساس، وعلمت ذلك بعد الانضمام للعمل في إحدى المؤسسات الحكومية، فأنا لا أتقبل النقيض في العمل، وأنزعج منه وأفكر فيه كثيرا، وأركز على كلام زملائي في العمل، وأفكر في الجانب السيئ من كلامهم، وأحب أن أكون المفضل في العمل ويتم تقديري دائما، وغير ذلك من الصفات السلبية للشخصية الحساسة، لكن مع ذلك زملائي في العمل يرون بأني شخص مهذب جدا، وطيب القلب، ومجتهد في عملي.

قرأت عن صفات الشخصية الحساسة، وللأسف اكتشفت بأنها موجودة بالفعل في شخصيتي، فهل يمكن تغيير الصفات السلبية للشخصية الحساسة، أم التغيير غير ممكن في هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارت إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولا: الحمد لله على حسن أخلاقك، وهذا بلا شك كنز عظيم يفقده كثير من الناس.

ثانيا: هذه الحساسية ربما ترجع لطريقة التربية والتنشئة التي تعرضت لها منذ الطفولة، والجو النفسي الذي ينشأ فيه الشخص يشكل إطارا مرجعيا لكثير من مكونات الشخصية، سواء كانت فكرية أو عاطفية أو سلوكية.

لذلك إذا تعود الشخص على طريقة معينة في بيئات سابقة قد يجد الأمر مختلفا في بيئة أخرى، مثل بيئة العمل -كما ذكرت-، لذا عليه أن يتعايش ويبني قيما وسلوكيات جديدة تتوافق مع البيئة الجديدة، لأن لكل بيئة قوانين وقواعد خاصة بها، ولكي يحدث التغيير -أيها الأخ الكريم- اعمل على زيادة الثقة بالنفس؛ لأنها تمثل العمود الفقري لتقليل الحساسية، وعدم التأثر بالنقد والخوف من الإحراج.

ثانيا: التقليل من الشعور بالنزعة الكمالية، والخوف من الوقوع في الخطأ، وذلك بالتسليم بهذه المسلمة، بأن (كل بني آدم خطاء) وكل إنسان لديه عيوب، والكمال لله وحده.

ثالثا: التمس العذر للآخرين إذا أخطؤوا وسامحهم، وفي المقابل تعود أنت على الاعتذار إذا بدرت منك بعض الأخطاء، واطلب العفو والتسامح من الآخرين، فهذا يزيد قدرك عندهم.

رابعا: تعود على حل الأسئلة والاستفسارات مع زملاء العمل في الأمور التي تجهلها، بغرض التعلم والمواكبة في الوقت المناسب والمكان المناسب، أي: اطرح هذه الأسئلة متى ما أتيحت الفرصة المناسبة.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات