عواقب وخطورة التحرش على الفرد والمجتمع

0 28

السؤال

السلام عليكم

هل من يتحرش، أو ينظر لفتاة يرسل الله شخصا يفعل ذلك بعرضه؟

أي: يعاقبه بعرضه؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فاروق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أخي العزيز: ينبغي أن تعلم أن التحرش بأي شكل كان، ومع أي شخص لا يجوز؛ لأنه من الإيذاء اللفظي أو العملي، والله يقول: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) ثم إن أنواع التحرش تندرج في فحش القول والعمل، والمؤمن ليس بالفاحش ولا بالبذيء، يقول صلى الله عليه وسلم: ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني.

والتحرش قد يكون فيه نوع من المجاهرة بالمعصية أمام الناس، وهذه المجاهرة تجعل صاحب الذنب على خطر عظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه ) متفق عليه.

لذلك على كل من فعل هذا الذنب أن يتوب إلى الله تعالى، ويحقق شروط التوبة: من الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم الرجوع إليه؛ ليصلح الله حاله ويغفر ذنبه.

والإصرار على المداومة على ذنب التحرش أو أي ذنب آخر ثم لا يتوب أو يستغفر الله منه؛ فإن الله تعالى يصيبه بأصناف العقوبات الدنيوية قبل الآخرة، والتي تتفاوت بقدر الذنب والجرأة عليه، وخطره على المجتمع، وقد يكون من أنواع العقوبات أن يذيق الله العاصي من نفس الفعل الذي يؤذي به الآخرين -كما هو في حال العاق لوالديه-، وقد تكون العقوبة بالتضييق عليه في العيش والرزق ونحوه من العقوبات، فعن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته، حتى يفضحه بها في بيته) صحيح ابن ماجه، ومن هذا الحديث يتبين أن من تجرأ على هتك أعراض الناس بالتحرش أو الإيذاء ولم يتب من ذلك، قد تكون من العقوبات أن يهتك الله ستره وعرضه.

أخيرا: أخي العزيز لا ينبغي أن تفكر في عقوبة المعصية، ولكن ينبغي أن تفكر في قدر وعظمة من عصيت، فلا يمنعك من الذنب خوف الناس أو الفضيحة، بقدر ما يمنعك خوفك من الله والجرأة على حدوده وحرماته؛ فالناس يمكن الاختفاء من أعينهم، ويمكن التحايل عليهم، لكن الله لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.

نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات