السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤالان، وأسأل الله لكم الأجر عند الجواب عليها:
الأول : أنا إنسان ناجح اجتماعيا، وفي مركز مرموق ولا ينقصني شيء، وأقوم بواجب ربي كما يريد - إن شاء الله - ولكني أعاني من مشكلة نفسية، حيث تصيبني أحيانا نوبة لا أعرف لها تفسيرا، فأصاب بعدم استقرار وعدم توافق، وعدم سيطرة على النفس، وهم وبكاء غير مبرر! وخمول وفتور وكره للمنزل.
وأحيانا أخرى أتعرض لمواقف بسيطة لا أستطيع أن أتحملها، مع العلم أن غيري يتقبلها بصدر رحب. لقد ذهبت إلى طبيبة نفسية فوصفت لي علاجا، ولكنه غير مزاجي وأفسد طبعي فتركته، وهذه الحالة لا أتعرض لها دائما، ولكن كل تسعة أشهر أو سنة أو أسبوعين وتنتهي.
السؤال الثاني: يتعلق بالأول وهو أني أشكو من تشنج في عضلات المريء، وشد في عضلات الجسم والأعصاب، حتى أني أحيانا أمكث يومين لا أنام، ومع ذلك أشعر بنشاط، وتكون العضلات منتبهة ولا تسكن ولا أشعر بالرغبة في النوم، إلا بعد تناول حبوب الحساسية (هستوب)، ونومي يكون خفيفا جدا، حتى أني أشعر بأي صوت وأستيقظ!
أفتونا مأجورين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله الذي جعلك ناجحا اجتماعيا وفي مركز مرموق، وقد أسعدني كثيرا التزامك بواجباتك الدينية.
أخي الفاضل: هذه التقلبات المزاجية البسيطة والتي تنتابك من وقت لآخر، هي مرتبطة بشخصيتك، وكثير من الناس يحدث لهم نوع من عسر المزاج الموسمي، أو المرتبط بتغيرات بسيطة في الحياة؛ لأنه في أغلب الظن أن الإنسان يكون لديه نوع من الاستعداد الفطري، وقد أكدت أنت هذا الاستعداد في السؤال الثاني، حيث إنك تنتابك تشنجات في عضلات المريء وفي عضلات الجسم والأعصاب، وهذا دليل على وجود قلق، هذا القلق في بعض الأحيان يسمى بالقلق المقنع؛ لأنه يظهر في صورة جسدية، أو يؤثر على بعض الأعضاء عن طريق انقباض العضلات، ويكون في الأصل مرده نفسيا.
أرجو أن تتأكد أن هذه الحالة من الحالات البسيطة جدا، وعليك أن تتواءم وتتكيف معها بقدر المستطاع، وذلك حين تأتيك هذه الحالات يجب أن تتذكر أنها -إن شاء الله- لن تستمر معك طويلا، وأنها سوف تنتهي، هذا التفكير الإيجابي البسيط سيساعدك.
ولكن أنت أيضا محتاج لأدوية بسيطة، الدواء الذي يفضل في مثل هذه الحالة هو العقار الذي يعرف باسم موتيفال، وهو عقار بسيط جدا ويمكن استعماله حين تنتابك هذه الحالة، جرعته هي حبة صباحا وحبة مساء، ونصيحتي لك أن تواظب على استعماله أيضا لمدة أسبوع أو عشرة أيام بعد انقضاء النوبة.
بهذه الطريقة -إن شاء الله- سوف نضمن أن هذه النوبات سوف يتم التحكم فيها، وبالتدرج إن شاء الله سوف تختفي تماما.
هنالك نظرية تقول إن هذه النوبات المتقطعة ربما -أيضا- تكون ناتجة عن نوع من الكتمان لبعض المواضيع الغير مرضية بالنسبة لك.
وعليه فنصيحتي لك أيضا هي أن تعبر عن ذاتك في كل ما لا يرضيك، ولا تتجنب المواجهة في أمور الحياة مهما كانت بسيطة.
إذن: أنت محتاج للتفريغ النفسي أيضا، وذلك عن طريق التعبير عن التصرفات التي لا ترضيك والتي ربما لا تصدر من الآخرين؛ بمعنى ألا تترك هذه الأمور البسيطة تتكون وتحتقن، وغالبا هي التي تؤدي إلى هذه الصعوبات من عسر للمزاج وضيق، وكذلك انقباضات عضلية في أجزاء الجسم المختلفة، ولكني بصفة عامة أنا مطمئن جدا أن هذه الحالة بسيطة جدا وسوف تزول.
وبالله التوفيق.