أفكار ومخاوف لا أستطيع مواجهتها، فما علاجي؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله عنا كل خير.

في البداية أنا شخص واسع الخيال، ومنذ أكثر من شهرين أصبت بحالة أعتقد أنها اكتئاب، وتولد لدي قلق شديد من أشياء لم أقلق منها في الماضي، وأخاف من أشياء لم أخف منها، وأتخيل الأسوأ دائما، وفقدت الثقة في نفسي، ولا أستطع القيام بواجباتي الزوجية بسبب القلق.

ذهبت للكشف عند طبيب المخ والأعصاب، والطبيب النفسي، وشخص حالتي باكتئاب بسيط، ووصف لي الاسيتالوبرام 10 جرام صباحا، والسيرترالين 50 جرام عند الغداء، و Paroxedep 12.5 عشاء لمدة شهر.

لم أتناول العلاج خوفا من إدمانه، ومن تأثيره على المخ على المدى البعيد، فاستعنت بالله سبحانه، وأقنعت نفسي بأنها أفكار بسبب الاكتئاب، وبدأت في مواجهة مخاوفي، وتحسنت -الحمد لله- عن السابق كثيرا.

المشكلة ما زالت تأتيني الأفكار والمخاوف ولا أستطيع مواجهتها، في البداية تستمر المخاوف معي لمدة يوم أو يومين، وأعاني من القلق والصداع والخوف وعدم الثقة في النفس، ثم أتغلب عليها، أفيدوني حول حالتي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأسأل الله تعالى أن يتقبل صيامكم وطاعاتكم، بارك الله فيك -يا أخي- على ثقتك في إسلام ويب.

الحمد لله تعالى أننا نستطيع أن نقول: إنك في حالة نفسية جيدة، وما حدث لك الآن من أفكار مقلقة أعتقد أنها مجرد هفوة، وأنا لا أرى أنك تعاني من اكتئاب نفسي حقيقي، أنت لديك قلق المخاوف، وهذا قد يكون قد أدى إلى شيء من عسر المزاج، وهذه الحالات تعالج من خلال التجاهل، ومن خلال التفكير الإيجابي، والمشاعر الإيجابية، وكذلك الأفعال الإيجابية.

الأفعال الإيجابية تأتي من خلال أن يكون للإنسان أهداف، وأن يحسن إدارة وقته، وهذا أنصحك به كثيرا، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي الإيجابي، والحرص على الواجبات الاجتماعية، والتي تبعث ثقة الإنسان في نفسه، وتحسن تماما من الدافعية لدى الإنسان، وأنصحك بتطبيق تمارين الاسترخاء؛ وسوف تفيدك كثيرا، وتوجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

أخي الكريم: بالنسبة للأدوية: الأدوية لها دور علاجي مهم، وإن كان دورها لا يتجاوز 25 - 30%، لكن نعتبرها قاعدة ضرورية تمهد للتطبيقات السلوكية والاجتماعية الإيجابية، الطبيب -جزاه الله خير- حاول أن يعطيك علاجا مكثفا بعض الشيء، لكن أنا أعتقد أن يمكنك أن تكتفي فقط بالاستالبرام، فهو دواء فاعل لعلاج قلق المخاوف، وغير إدماني، وغير تعودي أبدا، ولا يؤثر على الهرمونات الذكورية، وأنت لا تحتاج له بجرعة كبيرة أبدا.

احصل على الحبة التي تحتوي على 10 مليجرامات، ولا تتناولها كلها، إنما تناول نصفها -أي 5 مليجرامات- يوميا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة -أي 10 مليجرامات- يوميا، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 5 مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الاستالبرام.

أخي الكريم: هذا الدواء أراه علاجا داعما مهما، وكما ذكرت لك هو من الأدوية النقية والفاعلة والسليمة، وجرعتك هي جرعة صغيرة، حيث إن الجرعة الكلية هي 20 مليجرام، لكنك لست في حاجة لها، فهذه الأعراض التي تعاني منها من قلق وصداع وخوف، لا بد أن يكون لها منشأ كيميائي بيولوجي في الجسم، وهذا هو الذي اكتشفه العلماء؛ أن هذه الحالات كثيرا ما تكون مرتبطة بالبناء النفسي للإنسان، وكذلك مستوى الموصلات العصبية الدماغية.

ولذا تناول دواء مثل السيبرالكس بجرعة صغيرة أعتقد أنه سيكون مهما جدا بالنسبة لك، لأنه سوف يساعدك في أن تسترخي نفسيا، ويقل القلق والخوف، وهذا يمهد لك تماما في بناء حياة إيجابية تقوم على نسق إيجابي، ونمط حياة مفيد لك ولمن حولك. هذا هو الذي وددت أن أوضحه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات