صديقتي مخطوبة لكنها غير مرتاحة!

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي صديقة تقدم لها شخص منذ ستة أشهر، يعتبر قريبها، العائلة كلها قالت لها: بأنه لا يعوض، ومع الضغط عليها وافقت على الجلوس معه للتعارف كرؤية شرعية، وافقت وتمت الخطبة في أسرع ما يكون، منذ أن تمت خطبتها وهي في حالة من التوهان وعدم الارتياح، وأحيانا تبكي دون إرادة منها عندما تتحدث معي عن الموضوع، نصحتها أن تصلي صلاة الاستخارة بكثرة، وبالفعل صلت صلاة الاستخارة كثيرا، ورأت في منامها أنه يمسك يدها، وذهبوا إلى الجامع لصلاة العيد، والرؤية الثانية أنها رأت شعر رأسه يسقط.

الفتاة تريد إنهاء العلاقة، والسبب أنها تراه غير كفء، ويعتمد على والده في تجهيز منزل الزوجية، لكنها تخشى من جرح مشاعره، ولا تعرف ماذا تقول!

على الرغم من أنها دائما تقول إنهم غير متفقين في الآراء، وبينهم الكثير من الشجار، ولكنه طيب ويبادر إلى مصالحتها، وليس عصبيا، وغيرها من الصفات الطيبة، لكنها تخشى من تلك النقطة، فماذا عساها أن تفعل؟ تعبت على تعب صديقتي وحيرتها في أمرها!

ملحوظة:
تقول دائما إنها ليست مستعدة لمسؤولية الزواج، بالإضافة أنها تحب العمل، وهو غير موافق على عملها بعد الزواج، ويريد أن يكون الزواج في شهر يوليو القادم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

لا شك أن صاحبتك في صراع نفسي بين ما تريد وما هو قائم، وهذا شأن كل فتاة تضع لنفسها بعض المطالب دون أن تجعل هذه المطالب في سلم الأولويات، وتعيش المثالية دون أن تتعرف على الواقع القائم، وبعض هؤلاء يرفضن الخاطب الأول؛ لأنه لم يتحقق لها فيما طلبت إلا 70 % مثلا، ثم تمر السنون والأيام لنجدها توافق على من يحقق لها 30 %.

أختنا الفاضلة: هذا الكلام ليس بغرض الضغط للموافقة أو الانسحاب، ولكن طلبا لوضع الأولويات في مكانها الطبيعي، حتى لا تندم على قرار تم أخذه، لذا ننصحك بما يلي:

أولا: وضع كل ما تريده الفتاة في سلم الأولويات؛ بحيث يكون المطلب الأول مثلا الدين والخلق، وهذا لا يمكن البتة التنازل عنه، ثم المطلب الثاني، ثم الثالث، ثم الرابع، ثم بعد أن تنتهي من كتابة ذلك تنظر في نقاط الاختلاف، فما يمكن أن تتقارب فيه وجهات النظر فخير، وما لا يمكن فتنظر هل يمكنها نظرا لما تحقق أن تتنازل عنه أم لا؟ هذا طريق لا يندم صاحبه.

ثانيا: الاعتماد على والد الخاطب في تجهيز المنزل ليس عيبا يقدح في الشاب، والاختلاف في الرؤى بينهما أمر طبيعي، ويحدث بين كل زوجين، بل ويستمر كذلك، لكن تضعف حدته بعد طول العشرة، وعليه فليس هذا ولا ذاك نقطة سلبية عند الخاطب، بل يحسب له مبادرته للصلح، وطيبة قلبه، وهذا أمر يمدح له.

ثالثا: بالنسبة لمسألة العمل نحن لا نراها ضرورية إذا ما قورنت بزوج صالح طيب خلوق، ومع ذلك يمكنها مناقشته في الأسباب التي تجعله يرفض، ويمكنهما التوصل لحل وسط، بأن يكون العمل من البيت مثلا، أو يكون في مكان ما مأمون، أو تتنازل هي عن العمل في مقابل الحصول على زوج صالح؛ فالعمل يعوض، لكن الزوج الصالح الخلوق الجاد في الزواج لا يتاح في كل وقت.

هذه وصيتنا لها، وما دامت قد صلت الاستخارة فعاقبة أمرها إلى الخير؛ فإن الاستخارة لا تفضي إلا إلى خير إن شاء الله.

نسأل الله أن يبارك فيها، وأن يحفظك، وشكر الله لك اهتمامك بها، وجعله الله في ميزان حسانتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات