كنت أرتاح لصديقتي ثم أصبحت أنفر منها، فما سبب ذلك؟

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي صديقة كانت صداقتنا عادية، وكنت أشعر بالارتياح لها، ولكن فجأة بدون أي سبب واضح صرت أشعر بالنفور نحوها.

حاولت أن أفهم ما سبب نفوري منها؟! ولكن لم أتوصل لسبب واضح! في بعض الأحيان لا أطيق أسئلتها لي في بعض الأمور، ولكن في نفس الوقت أتحمل طرح ذات الأسئلة من غيرها!

الآن لا أشعر بالارتياح معها، ولا أحب التكلم معها أو التواجد بقربها إطلاقا! ومع ذلك -الحمد لله- أتمنى لها الخير والسعادة، ولكن شعور النفور نحوها خارج إرادتي، فما حكم هذا الشعور؟ وماذا يمكن أن يكون السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر الصديقة، ومشاعرك تجاهها، والإنسان بحاجة إلى صديق وفي، الفتاة بحاجة إلى صديقة وفية، تذكرها بالله إذا نسيت، وتعينها على طاعة الله إن ذكرت.

التغير الذي يحدث تجاه الصديقات يحتاج إلى وقفات، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على تأسيس صداقة مع زميلاتك، أساسها التقوى؛ لأن كل صداقة وأخوة لا تقوم على التقوى والإيمان تنقلب إلى عداوة، قال ربنا العظيم: {الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.

عليه: نحن ننصحك بداية بالدعاء لنفسك ولهذه الصديقة، ومن المهم أن تسألي الله -تبارك وتعالى- أن يحببك إلى خلقه، وأن يحبب إليك الصالحات منهن.

نحب أن نقول أيضا: من المهم أن تبقي شعرة العلاقة بينك وبين الصديقة المذكورة، ونحن دائما نفضل أيضا أن يكون للفتاة عدد من الصديقات، لا تتوقف على صديقة واحدة؛ لأن هذا يلحق بها أضرارا في حال غيابها أو بعدها، أو في حال حصول نفور أو تقصير من الصديقة، فيكون عندها خيارات عدد من الصديقات الصالحات.

أرجو أن تقربي الصديقة الأطوع لله -تبارك وتعالى- لأن المؤمنة مطالبة أن تحب أخواتها، وتحب الخير للجميع، لكن لا مانع من أن تزيد من حب المطيعة لربها التي تجد منها التذكير بالله، والعون على طاعته سبحانه وتعالى.

مما ننصحك به كتمان هذه المشاعر السالبة تجاه هذه الأخت، وأيضا قراءة الأذكار في الصباح والمساء، والرقية الشرعية على نفسك، والرقية الشرعية كما قال الشيخ ابن باز: "نافعة فيما نزل، مانعة لما لم ينزل بتوفيق الله تبارك وتعالى". فاحرصي على التحصينات الشرعية، ولا تظهري للصديقة المذكورة ما في نفسك من الضيق؛ فإن هذا يجرح مشاعرها، وقد يؤلمها، وهذا ما ينبغي ولا يليق، ولا مانع أيضا من أن توسعي - كما قلنا - دائرة الصداقة، وإذا كانت هناك أسباب ظاهرة أرجو إزالة هذه الأسباب.

كونك تتضايقين من أسئلتها ولا تتضايقين من أسئلة غيرها؛ فهذا قد يكون لطول الصحبة، أو لطريقة عرضها للأسئلة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

المهم: الإنسان يحتاج إلى المداراة، والمداراة خلق مطلوب؛ لأن المداراة هي أن نعامل كل إنسان بما يقتضيه حاله، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب، وأن يعينك على تجاوز هذه الصعاب، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يعيننا على مصاحبة الأخيار، ومصاحبة الفتيات الصالحات؛ لأن الله قال لنبيه: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}، وما أعطيت المؤمنة بعد إيمانها بالله أفضل من صديقة صالحة، تذكرها بالله إذا نسيت، وتعينها على طاعة الله إن ذكرت.

ونكرر دعوتنا لك وللزميلات بالصداقة النجاحة، وهي ما كانت لله وفي الله وبالله، وعلى مراد الله.

نسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكن التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات