أفعل الطاعات وأشعر أنها لأجل نفسي وليست لله، فما تعليقكم؟

0 5

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر أني أفعل الطاعات وأبتعد عن المعاصي من أجل إرضاء نفسي وليس من أجل الله، وأحرص على فعلها بالخفاء، ولكن لدي شعور أنها لنفسي وليست لله، ولدي أكثر من سبب يجعلني متأكدا من هذا الشعور، فمثلا أصلي كي لا أشعر بالذنب، ولكن عندما أقوم بمعصية لا أشعر بالذنب وتأنيب الضمير لو فعلتها، أفعلها وأخطط لها وأتمادى في فعلها باستمرار، وكلما كان للطاعة أثر جيد على نفسيتي، أو على صحتي فعلتها بنشاط أكبر، مثلا صلاة الفجر تساعد على الاستيقاظ مبكرا، فعندما أريد الالتزام بالاستيقاظ مبكرا أقوم لصلاة الفجر وليس العكس، فلو لم أكن بحاجة للاستيقاظ مبكرا، لو كنت في إجازة الصيف مثلا، لا أقوم لصلاة الفجر، وعلى هذا يمكنكم قياس عدة عبادات، وكأن الطاعات آخر ما أنظر إليه.

سؤالي كيف أجعل غايتي من الطاعة وجه الله؟ وأجعل ابتعادي عن المعصية لوجه الله؟ وما هو الحل للذنب الذي لا أشعر بالندم بعد فعله؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.

نصيحتنا لك -أيها الولد الحبيب- ألا تلتفت إلى هذه الأفكار التي تحاول أن تثبطك عن الطاعة، وتصرفك عنها بحجج واهية كوهاء بيت العنكبوت، فإن الشيطان يريد أن يسول لك بأنك غير مخلص حتى تترك هذه العبادة ما دام لا إخلاص فيها.

جاهد نفسك على إخلاص النية لله، وكونك تفعل الفعل من أجل ثواب الله تعالى، وأن تحصل على الخيرات التي وعد الله بها عباده في دينهم ودنياهم؛ كونك تطلب بطاعتك ثواب الله تعالى العاجل والآجل؛ هذا لا ينافي التوحيد والإخلاص.

أما ما ذكرته من كونك تترك الصلاة إذا لم تكن لك أعمال في الصباح، فهذا خطأ منك، ولكن لا ينبغي أبدا أن يشكك في إخلاصك في العبادات الأخرى ليكون الحل في الأخير هو ترك هذه العبادات.

احذر من مداخل الشيطان وخطواته، فإنه حريص على صرفك عن طاعة الله تعالى، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان} [النور: 21].

فالحل هو أن تستمر على ما أنت عليه من الخيرات، وأن تجاهد نفسك، وأن تذكرها بثواب الله العاجل والآجل، وأنه لا حرج في أن يدعو الإنسان ربه ويطلب خيره وثوابه وأجره، ويطلب منه السعادة في الدنيا والسعادة في الآخرة، فالإنسان يدعو ويقول: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} [البقرة: 201].

وأما الذنب إذا فعلته فإن مما يدفعك إلى الندم أن تتذكر العقاب، فإن الندم هو وجع القلب، والقلب لا يتوجع إلا إذا أدرك أن وراء هذا الذنب عقاب، وأن هذا العقاب مؤلم، فحينها يدرك الإنسان أنه ظلم نفسه، وأنه أوقع نفسه في ورطة، فيندم على ما فعل من الذنوب. وهذا أول طريق التوبة.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات