أحببت فتاة في سني وشغفت بها وهي تبادلني نفس الشعور.

0 220

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

قصتي غريبة بعض الشيء، أنا تلميذ في الـ 17 من عمري، أحببت فتاة في مثل سني رغم أننا ما زلنا في سن مبكرة، في أول الأمر اعتقدت أنها مرحلة وسوف تمر، لكن مع مرور الوقت اكتشفت غير ذلك، فهذه الفتاة ملكت عقلي، ومما زاد الطين بلة أنني صارحتها بحبي لها، وأخبرتني أنها تبادلني الإحساس نفسه.

هذه الفتاة تنتمي إلى عائلة محافظة، كما أنها فتاة محجبة.

أجيبوني بسرعة، فهذه الفتاة لا تغادر عقلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فليس أمامك إلا أن تجعل هذه العلاقة شرعية معلنة ورسمية، أو تبتعد عنها بالكلية، حتى يتيسر الأمر لك ولها بإذن رب البرية، وأرجو أن يحذر شبابنا من تكرار النظر، لما يجلبه من فساد للقلب وتهديد بالخطر.

كـل الحـوادث مبداهـا مـن الـنـظـر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها *** فـعـل الـسـهام بـلا قـوس ولا وتر
يــسـر نــاظــره مــا ضــر خــاطــره *** لا مـرحـبـا بـسـرور عـاد بـالضـرر

وقد أحسن من قال:

فـإنـك متى أرسلت طرفـك رائدا *** لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه *** ولا عـن بـعـضـه أنـت صـابر

وكم تمنينا أن تتخلص مؤسساتنا التعليمية في الديار الإسلامية من الاختلاط، فإننا نخسر في كل لحظة في عفتنا وتعليمنا وقيمنا (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63].

وقد ثبت حتى عند الغربيين أن هذه طريقة لا تخرج من يؤتمن على التنمية والإنجازات؛ لأن الشباب ينشغل بالفتيات وتنشغل الفتيات بالتزين والموضات، لأجل لفت أنظار الشباب وإثبات الذات، فظهرت في بلاد الكفر جامعات تفصل بين الأولاد والبنات، فمتى نعود نحن أمة العفة والمكرمات، حتى ننال رضا رب الأرض والسموات.

وإذا كان وضعك في الأسرة جيدا، فاعرض ما تشعر به على أقرب أهلك إليك، فإن اقتنعوا وذهبوا لأهل الفتاة وتحقق القبول والرضا، فتلك نعمة يشكر عليها رب الأرض والسماء، وإذا لم يتحقق لك ما تريد فأشغل نفسك بالمفيد، وابتعد عن أماكن الفتيات، وغض بصرك، وراقب ربك، واعمل على تجميد هذه العلاقة، حتى يأتي الوقت والظرف المناسب، وعمر حياتك بالصلاة والصيام.

ولا بأس من الانتقال إلى مدرسة أخرى، فإن عدم اللقاء يساعد على النسيان والجفاء.

وفي الختام نوصيك بتقوى الله، وبغض البصر، واعلم أننا نصون أعراضنا بصيانتنا لأعراض الآخرين.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات