أعاني من تعرق الرأس وعدم السكينة، فما هو العلاج؟

0 3

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: جزاكم الله خير الجزاء، جميع الإخوة العاملين في موقع إسلام ويب.

موضوعي أو مشكلتي كالآتي:

1- تعرق الرأس، منذ سنوات أصبحت أعاني من تعرق الرأس، حيث يتصبب رأسي بغزارة عند لقاء الناس ومصافحتهم، ومجرد الحديث مع شخص يسيل عرقي، والتعرق أحيانا في الإبط، ولكن لا يشكل لي هاجسا، كتعرق رأسي ووجهي.

2- التعرق الثاني: عند القيام بالأعمال والمهمات، حتى ولو كنت بمفردي، ودون مراقبة أحد، أتصبب عرقا أضعافا مضاعفة مقارنة بالآخرين.

المشاكل الأخرى كالآتي:

1- عدم السكينة: وأعاني منذ سنوات من عدم السكينة والارتياح.

2- لا أحتمل المغالطات والنقاشات -صدري ليس رحبا-.

3- ليست لدي رغبة أو دافع في بناء الصداقات والروابط الاجتماعية، ولا يهمني انقطاع علاقاتي القديمة، ولست حريصا على إعادتها، ولا أهتم بالجيران، ولا صلة الأرحام إلا مكرها، ولا أدري هل التعرق هو سبب انسحابي من الناس وكره لقائهم.

ملاحظات:
- ليس لدي مشاكل في النوم، أنام وأستيقظ بصورة طبيعية.
- ‏ليست لدي مشاكل في الأكل أو الهضم.
- العلاجات التي أستخدمها: دواء سيبرالكس، واستشارتي قبل أسابيع من الآن كانت بخصوص سرعة القذف، وبفضل الله مفعوله معي كان رائعا، أتناوله حبة قبل الجماع.

لو كانت هنالك أدوية، حبذا بيان الجرعة ومدتها وبدائلها، فقد لا أجد في بلادي بعضها.

تحياتي، ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.ح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التعرق نوعان:

النوع الأول: فرط التعرق الأولي، ويكون هذا دون وجود سبب واضح، وغالبا يكون في جزء من الجسم، وليس الجسم بأكمله، فيكون في راحة اليد، أو الوجه، أو الإبط، وباطن القدم، والمنطقة الحساسة، أو الفخذين.

النوع الثاني: فرط التعرق الثانوي، ويكون هذا بسبب معروف، وغالبا يصيب الجسم بأكمله، والأسباب التي تؤدي إلى فرط التعرق الثانوي: السكري، السمنة، والاضطرابات النفسية -خاصة القلق النفسي-، والاضطرابات الهرمونية، كارتفاع هرمون الغدة الدرقية، كما أن بعض الأدوية يكون لها تأثير على زيادة إفراز العرق، ويكون العلاج في هذا النوع من فرط التعرق عن طريق معرفة السبب وعلاجه، وومع التعرق أيضا في فترات الحر والرطوبة؛ فإن الجراثيم في تلك المناطق تولد أحيانا رائحة غير مقبولة في وجود التعرق، نتيجة لتحلل مادة العرق.

أيضا من أسباب وجود الرائحة الكريهة أثناء التعرق، تناول بعض الأكلات، مثل البصل، والثوم، والحلبة التي بدورها تفرز من خلال التعرق.

من الأدوية التي تستخدم في علاج هذه المشكلة: محلول كلوريد الألمونيوم، وهو متوفر في الصيدليات، ويستخدم لتقليل إفرازات الغدد العرقية، وليس له مضار جانبية على المدى البعيد، وكلوريد الألمونيوم لا يستخدم بصفة مستمرة، ولكن يجب التوقف عن الاستعمال بين كل فترة وأخرى، خاصة في الأوقات التي يتوقف فيها إفراز العرق.

هناك علاج فعال وواعد إذا لم يكن هناك سبب مرضي يمنع ذلك بعد عمل التحاليل، فإن العلاج بالحقن الموضعي الـ (بوتكس Botox) قد يؤدي ويفي بالغرض، ويعتبر من العلاجات الناجحة والآمنة في علاج حالات زيادة التعرق في الإبطين، وراحة اليدين، وباطن القدمين، والفخذين، وتدوم فاعليته أكثر من 6 أشهر، ويتم من خلال عيادات الأمراض الجلدية وعيادات جراحة التجميل.

حفظك الله من كل سوء.
++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور سالم الهرموزي (استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية)، وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم (استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان).
++++++++++++

نرحب بك في إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

أخي: أنا اطلعت على رسالتك بكل حرص، وكذلك استشاراتك السابقة، والإجابات الرائعة والممتازة التي زودك بها الأخ الدكتور/ سالم الهرموزي، فأرجو أن تتبع الإرشادات التي ذكرها لك.

أنا أعتقد بصفة عامة أن حالتك جيدة، وموضوع التعرق قد يساهم القلق والتوتر فيه، كما أن هنالك بعض الناس أصلا لديهم استعداد للتعرق، وإذا ركز الإنسان كثيرا على موضوع التعرق هذا سوف يزداد قلقه، وربما يزداد تعرقه، فإذا العلاج عن طريق التجاهل والتغافل، قد يكون مفيدا جدا في هذه الحالة.

أخي: شعورك بعدم السكينة، وأنك لا تتحمل الحوارات والنقاشات، وأن صدرك ليس رحبا؛ هذا دليل على وجود القلق النفسي الداخلي ولا شك في ذلك، وهذا قد يكون سمة أصلا من سمات شخصيتك، ونحب أن نسميه بالقلق النفسي المقنع، بمعنى أنه لا يظهر عند الإنسان خارجيا، لكن يوجد في داخل نفسه.

من أهم وسائل العلاج لهذه الظواهر هي ممارسة الرياضة، وكذلك ممارسة التمارين الاسترخائية، وهي موجودة على اليوتيوب، وأيضا التعبير عن الذات، وتجنب الكتمان والاحتقانات النفسية، ولا شك أن الذكر والإكثار من الاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، هي من المفرجات للضيق والتوتر الداخلي، والإتيان بالسكينة على النفس، احرص على هذا -يا أخي-.

أذكرك بأن نمط الحياة الإيجابي مطلوب جدا، مهما كانت الظروف، وأعرف ظروف أهلنا في السودان، نسأل الله تعالى أن يفرج هذه الكربة، وأن يحفظ دماء الناس، من الأشياء الضرورية تنظيم الوقت، وتنظيم الوقت من أهم مبادئه تجنب السهر، هذا مهم جدا، وممارسة الرياضة، والصلاة على وقتها، والحرص على الواجبات الاجتماعية، هذه مكونات أساسية جدا لتطوير الصحة النفسية، -وإن شاء الله تعالى- أنت حريص على ذلك.

الـ (سيبرالكس) واصل عليه، فهو دواء جيد ورائع، وأنا أريدك أن تضيف عليه دواء بسيطا جدا، وهو موجود في السودان، الدواء يسمى (سولبيريد) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (دوجماتيل) أرجو أن تتناوله بكبسولة في الصباح لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يجب أن تحرص على أن تجعل نمط حياتك نمطا إيجابيا، هذه هي نصيحتي الأساسية، -وإن شاء الله- أنت بخير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات