السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب متزوج، وأبلغ من العمر 25 عاما، كنت أتمتع بشخصية قوية وحادة واجتماعية، لكن في يوم أذنبت وشاهدت بعضا من المحرمات، ويشهد الله أنني نادم على ما فعلت، وأصبحت أشعر بالذنب لمدة أسبوع كامل تجاه الفعل الذي ارتكبته، وأصابني شعور بالقلق والخوف والتوتر.
أخبرت زوجتي لكي أخفف عن نفسي، لكن لم أكن أتوقع أن يزداد الأمر سوءا، وزوجتي استقبلت الأمر واحتضنتني، لكن الآن أصبحت مشكلتي مع الناس، وكل من حولي، وأصبحت دائم القلق، ولا أستطيع أن أنظر كثيرا في عين زوجتي، مع أنها لم تفعل إلا كل خير تجاهي، ونسيت الأمر، لكني ما زلت قلقا، وعندما أرى النساء في الطريق -أو أشاهد فيديو مخلا للأدب- أشعر بدقات قلب قوية وتوتر، وأعيش الحالة نفسها.
أصبحت قلقا بشأن علاقتي مع زوجتي، وأصبحت أتهرب من النظر إليها، وهي تشعر بذلك، لكنها لا تتحدث إلي لكي لا تحرجني.
أنا في حاجة ماسة إلى حل، وهل كل شيء يحصل معي أخبر به زوجتي أم لا؟ أنا أحبها كثيرا، وأقلق كثيرا عندما أخفي عنها موضوعا ما.
انصحوني وأفيدوني، مع العلم أني أصلي، وأقرأ القرآن، والأذكار، وأدعو الله أن يزيل هذا الهم عني.
لا تنسوني من دعواتكم، وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وعلى ثقتك في هذا الموقع، داعين الله تعالى لك بتمام التوفيق والسداد.
أخي الفاضل: نعم، يمكن للإنسان أن يقع في خطأ، فـ كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. واحمد الله تعالى على أنك ندمت على ما فعلت، وها أنت تشعر بالذنب وتحاول أن تصلح، فإنما الأعمال بالنيات كما قال النبي ﷺ.
أخي: كان يمكن أن تتوقف عن مثل هذه السلوكيات دون إخبار زوجتك، فالستر أمر مطلوب كما يقال: إذا بليتم فاستتروا.
طبعا، الأولى أن لا يرتكب الإنسان مثل هذه السلوكيات، ولكن إن زلت قدمه فلا حاجة أن يفضح الإنسان نفسه، ويتحدث مع غيره، وما حصل بينك وبين زوجتك وشعورك نحوها بعد أن أخبرتها، يؤكد على عدم صحة إخبارها بهذا، على كل حال، ما حصل قد حصل، وبما أنها لم تفتح هذا الموضوع معك، فأرجو أنت أيضا أن تقلب الصفحة، وتتوب إلى الله توبة نصوحا، وتستمر بالعلاقة الجيدة مع زوجتك.
وواضح من سؤالك أن علاقتكما كانت جيدة، فأرجو أن تعمل على إعادتها، ولا تحاول أن تنظر إليها من خلال ما أخبرتها، فإذا كان الله تعالى يغفر الذنب، فأولى بعباده أيضا أن يغفروا ويسامحوا.
أخي الفاضل: أصدق العزيمة على التوبة النصوح، وعلى عدم العودة لما فعلته، وابن علاقتك الجيدة مع زوجتك متناسيا ما حصل، فكما ذكرت لك: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
أدعو الله تعالى أن يخفف عنك، ويشرح صدرك، وييسر أمرك، ويثبتك على الطريق المستقيم، ولا تنسنا -أخي الفاضل- من دعوة صالحة في ظهر الغيب.