السؤال
السلام عليكم.
أرجو الرد والنصيحة؛ حيث إن زوجتي قلما تثق في رأي أحد، ولكنها تثق في موقعكم الكريم.
رزقنا الله بطفلين يحتاجان إلى رعاية خاصة ومضاعفة؛ بسبب إصابتهما بمرض الترنح الحركي (فردريك أتكسيا)، وزوجتي تبذل معهما مجهودا مضاعفا، وتقوم بتوصيلهما يوميا إلى المدرسة، ونتناوب الذهاب معهما لحصص العلاج الطبيعي، ولكننا مؤخرا نعيش في حالة خصام لأسباب عديدة، وسوف أعرض عليكم أمثلة، وأرجو أن تنصحونا:
- فأنا أنفق من مالي الخاص على بيت أهلي دون إخبار زوجتي بذلك، مع العلم أن خزينة المنزل فارغة، ولكنني أوفر طلبات البيت الأساسية بشكل طبيعي، فهل لي أن لا أشارك معلوماتي المالية بتفاصيلها مع زوجتي؟
- كما أنني في يوم الإجازة أذهب لزيارة أهلي، وأعود ظهرا، بينما تكون زوجتي حينها مستيقظة منذ الصباح الباكر، مما يسبب غضبها، وشعورها بتقصيري؛ لأنني في يوم إجازتي، كما أنني دائم الزيارة لأهلي أكثر من مرة خلال الأسبوع.
أسأل الله أن يوفقكم، وييسر أموركم، ويحفظ أطفالكم من كل سوء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يمن بالشفاء والعافية على ولديك، ويتمم أموركما بخير، وأن يعينكما على القيام بحق هذين الولدين، وأن يكتب لكما الأجر.
ثانيا: نود أولا أن نذكرك بضرورة الإنفاق على الأسرة بما جرت به العادة، وجرى عليه العرف بين الناس في مثل حالتهم؛ فقد أوجب الله تعالى النفقة على الزوجة، حيث قال سبحانه وتعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}، ولا يجوز له أن يتأخر في هذه النفقة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته).
وهذه النفقات تحددها العرف والعادة، فإذا أدى الزوج المقدار الواجب عليه، فلا حرج عليه بعد ذلك في ادخار أمواله في بيته، أو في غيره، وليس من حق الزوجة أن تطالبه بالإفصاح عن كل ما يحتفظ به من أموال؛ إذ ليس هذا من الحق الواجب لها عليه.
أما زيارة الرجل لأهله: فهي من صلة الرحم الواجبة، وقطعها من كبائر الذنوب، قال الله تعالى: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (وصلوا الأرحام).
ومقدار صلة الرحم الواجبة يحدده العرف والعادة، وبالنسبة للوالدين فإن زيارتهما مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا ليس فيها إفراط، بل هو قليل، فلا ينبغي للزوجة أن تكون عائقا بين زوجها وبين صلة الرحم، وينبغي أن تدرك تماما أن في صلة الرحم بركة وخيرا يعود على الأسرة؛ لأن من أحسن إلى أهله وأكرمهم، فإنه يجازى من جنس عمله، ويكرم في نفسه وأبنائه من بعده.
إذا أدركت الزوجة هذا المعنى، فسيهون عليها الأمر، وستصبح مشجعة لزوجها على بر الوالدين وصلة الرحم؛ لأنها تعلم أن ذلك يعود عليها وعلى أبنائها بالخير والبركة.
نسأل الله تعالى أن يوفقكما جميعا لما فيه الخير.