السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجتي تعاني من مرض نفسي ثنائي القطب، وقد طلبت الطلاق وأصرت عليه، ولم يستطع أحد إقناعها بالتراجع عن الطلاق. قدمت هي قضية طلاق، وتم الطلاق بالتراضي في المحكمة، وأصرت على أن تبقى بناتي في حضانتها (وهن 3 بنات: بنتا تبلغ من العمر 9 سنوات، وتوأما تبلغان 5 سنوات)، وتأخذ مني نفقة قدرها 600 دينارا، ومنزل الإيجار 380 دينارا، وراتبي الشهري 800 دينارا.
كل شهر تطلب مني نقودا، وأعطيها بقدر ما أستطيع، وأقترض لسداد الفواتير ومصاريف البنات، ولكن هذا لا يكفيهم، كنت أسكن في منزلي الذي بنيته فوق منزل والدي، لكن في عام 2021 دخلت زوجتي -وقتها- مستشفى الأمراض العقلية بسبب الاكتئاب. ومنذ ذلك الوقت استأجرت مسكنا تسكن هي فيه الآن، ومنذ ذلك الحين تدهورت أوضاعي المادية بسبب مصاريف العلاج والدراسة وغيرها.
أصبحت أنا المسؤول الوحيد عن البنات في اللعب والخروج ورعايتهن، وكذلك رعاية حالتها النفسية، رغم الظروف المعيشية السيئة. تعلق البنات بي تعلق كبير، وهي لا تريد العيش في المنزل القديم، ولا تريد العيش مع والديها لأنهم لا يتفهمون مرضها، ووالدها يرفض أن تعيش ابنته معه هي وبناتها.
فماذا أفعل معها ومع بناتي اللاتي ينقصهن الكثير من احتياجاتهن؟ وهل أنا آثم لأنني لا أستطيع أن أنفق عليهن بالقدر الكافي؟ وهل سيحاسبني الله على هذا التقصير؟ إضافة إلى ذلك: هي مقصرة في نظافة المنزل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك ابننا وأخانا في موقعك، ونسأل الله أن يجعلنا جميعا ممن إذا ابتلوا صبروا، وإذا أذنبوا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، ونسأله تعالى أن يعجل بشفاء أم عيالك، وأن يعينك على إكمال الرعاية لبناتك.
وبشرى لك بما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: (من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين)، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. وفي رواية أخرى: (من عال جاريتين فأحسن إليهما كن له سترا من النار).
ثانيا: ننصحك بالاستمرار في الرعاية الصحية لأم بناتك، ومشاورة طبيب نفسي ناصح لمعرفة كيفية التعامل مع تطورات المرض ومآلاته.
ثالثا: لا ذنب عليك إن حصل شيء من التقصير؛ بل أنت مأجور بإذن الله، لأنك محسن، وما على المحسنين من سبيل. وقد قال ربنا الرزاق: {لينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله، لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}.
رابعا: اجتهد في البحث عن مصادر جديدة للرزق، ونبشرك بأن في البنات بركة، وهن رمز الوفاء، الحبيبات المؤنسات، وسوف يفتح الله عليك وعليهن من أبواب فضله.
خامسا: تسلح بالصبر، واستعن بالحي الذي لا يموت، وأكثر من الاستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، فإن في ذلك مغفرة للذنوب، وذهابا للهموم، وهو من مفاتيح الرزق.
ختاما: نكرر لك الشكر على تواصلك مع موقعك، ولك منا أطيب الأمنيات، وصادق الدعوات.
سهل الله أمرك، وغفر ذنوبنا وذنبك، وجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية.
وبالله التوفيق والسداد.