السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا على علاقة بفتاة منذ سنة، وقد تبت إلى الله تعالى، وأخبرتها أنني لم أعد أرغب في استمرار العلاقة حفاظا على رضا الله تعالى، وأنني أدعو الله أن يوفقنا وييسر لنا الزواج الحلال، وقلت لها: إننا لن نكمل هذه العلاقة لكي لا نغضب الله -عز وجل-، لكنها تدعو علي وتقول: إن الذي يحب فتاة لا يفارقها، وتتهمني أن حجتي هي أن العلاقة التي لا ترضي الله في البداية لن ترضينا في النهاية.
في الفترة الأخيرة لم نكن متفقين، وهي لا تقتنع بأن علاقتنا تغضب الله، وطلبت منها أن نتخذ هذه الخطوة، ونتوب معا من أجل الله تعالى، ليرزقنا الله الزواج، لكنها لا ترد، وتدعو علي، وأنا أحبها جدا، لكنني أخاف عليها، وهي غير مقتنعة، فهل هذا حرام؟ لقد أخبرتها أنني تبت وأريد أن أبدأ بالحلال، وأن الله سوف ييسر أمورنا إذا اتخذنا الخطوة معا، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
نحمد الله أن شرح صدرك للتوبة، وغرس في قلبك الحرص عليها، فباب العلاقات المحرمة شر عظيم يفسد حياة الإنسان، وقد أحسنت في إعلان التوبة والحرص عليها، وعليك أن تجتهد في تحقيق شروطها، وهي: الندم على المعصية، والعزم على عدم الرجوع إليها، والإقلاع عنها فورا، فإذا حققت هذه الشروط، تاب الله تعالى عليك بفضله وكرمه سبحانه، ويسر أمورك، وأعانك على الخير.
أخي الكريم: أنت لا تزال في مقتبل العمر، وهذا السن يكون فيه الاندفاع نحو الشهوات قويا جدا، وعلى المسلم أن يعتصم بالله تعالى، ويسعى إلى تحصين نفسه بالحلال الطيب، ويختار لنفسه الزوجة ذات الخلق والدين، التي تكون أما لأولاده، ورفيقة حياته، تحفظه في نفسه وماله، وتعينه على الخيرات.
أما العلاقات المحرمة، والتي تبنى على قصص الحب العابرة والشهوات، فهي مرتبطة بالغرائز المحرمة، وقال تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم}.
أخي العزيز: لعل هذه الفتاة لا تدرك حرمة هذه العلاقات، إما جهلا منها، أو حرصا عليك حتى تبقى معها دائما، لذلك، ينبغي تصحيح هذه العلاقة بالزواج الشرعي، أو أن تنتهي تماما دون أي حجج، أو التفات لدعائها عليك، أو لأي مبررات مهما كانت، فشرع الله مقدم على أهواء النفس ورغباتها.
اجتهد في نصح هذه الفتاة، وبين لها خطأ علاقتكما السابقة وخطرها، وأخبرها أنك قد تبت توبة نصوحا، وأنك لن تعود لهذه العلاقة أبدا، فإن كانت تريدك، فباب الزواج مفتوح، وهو الباب الذي يرضي الله تعالى، وإن رفضت، فعليك أن تكون حازما في قطع هذه العلاقة، وأن تفكر بعقلك، لا بعاطفتك فقط، وأن تتخلص من كل ما يذكرك بها أو يرغبك فيها، وتذكر أن ما عند الله خير وأبقى، وأن الله سيعوضك خيرا نظير توبتك ورغبتك فيما عنده سبحانه، وتذكر قوله تعالى: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}.
ثبتك الله على التوبة، وشرح صدرك، وكتب لك الحلال الطيب، ووفقك لما يحب ويرضى.