السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ فترة بدأت أرى نقاطا سوداء وبيضاء في مجال الرؤية، ثم تطور الأمر وأصبحت أرى ومضات ضوئية -فلاشات-، وقد راجعت طبيبين، وفحصا قاع العين، وأكدا كلاهما أن كل شيء سليم، لاحقا بدأت أرى أشياء غير موجودة، كتخيلي وجود شخص خلفي أو بجانبي، أو أن الأشياء تبدأ بالحركة والانقسام عندما أركز عليها، وأحيانا أشعر فجأة أن حجم الغرفة يتغير، فتكبر وتصغر، وكذلك المسافات بين الأشياء، أو أن الحائط يميل.
بعد ذلك، بدأت أشعر كأنني أرى من وراء دخان، أو أن الألوان تصبح رمادية، لكن الرؤية تبقى واضحة وليست ضبابية، ويستمر هذا الشعور لفترة، ثم تعود الرؤية لطبيعتها، علما أنني أعاني من الأنيميا، كما أنني أضطر للنظر إلى الهاتف طوال اليوم؛ بسبب دراستي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تعد ذبابة العين أو عوائم العين (Eye Floaters) من المشاكل الشائعة، خاصة مع التقدم في العمر، وهي تظهر على شكل بقع رمادية أو سوداء في مجال الرؤية، وقد تكون على هيئة نقاط، أو دوائر، أو خيوط، ورغم أنها في الغالب غير ضارة، إلا إنها قد تسبب شعورا بالانزعاج، وقد تعيق وضوح الرؤية في الحالات الشديدة، مما يؤثر على جودة الحياة.
عادة ما تحدث ذبابة العين نتيجة للتغيرات المرتبطة بالتقدم في العمر، حيث ينكمش الجسم الزجاجي داخل العين، ويتحول من كتلة هلامية إلى قوام أكثر سيولة، وهذا الانكماش يؤدي إلى تكتل ألياف الكولاجين داخل السائل الزجاجي، وعند مرور هذه التكتلات أمام الشبكية، يلقي ظلها على الشبكية، مما يسبب ظهور ما يعرف بالذبابة الطائرة.
وبما أنك فتاة في الثامنة عشرة من العمر، فمن الواضح أن استخدام الهاتف المحمول لساعات طويلة قد أثر على مدى الرؤية، وساهم في ظهور هذه العوائم، لذا ينصح بالتقليل من استخدام الهاتف، واستبداله بالقراءة من المذكرات الورقية والكتب، مما قد يساهم في تخفيف هذه العوائم، كما يوصى بقياس حدة الإبصار، لأن ظهور الذبابة الطائرة لا يقتصر على التقدم في العمر، بل قد يرتبط ببعض مشاكل العين، مثل: قصر النظر أو اعتلال الشبكية، لذلك من الضروري زيارة طبيب العيون؛ لإجراء فحص شامل لقاع العين والشبكية وقياس النظر.
طرق التعامل مع ذبابة العين:
* تجاهل العوائم: يعتبر تجاهلها وعدم التركيز عليها من الوسائل المفيدة، حيث يمكن للدماغ أن يتكيف ويتوقف عن ملاحظتها.
* تمارين العين: مثل تحريك العين في اتجاهات مختلفة، أو النظر إلى أشياء بعيدة، مما يساعد على تشتيت الانتباه عنها.
* الراحة والنوم الكافي: فالتعب والإرهاق يزيدان من وضوح العوائم، بينما الراحة تقلل من حدتها.
* الكمادات الباردة أو الدافئة: يمكن أن تخفف من تهيج العين الناتج عن العوائم، وتعد وسيلة علاجية منزلية بسيطة.
العلاقة بين الأنيميا والرؤية:
الأنيميا، أو فقر الدم، تعد من الأسباب الرئيسية للشعور بالصداع، والزغللة، وإرهاق العين، ويستحسن معرفة سبب الأنيميا وعلاجه، إذ تعتبر أنيميا نقص الحديد، أو فقدان الدم، -مثل غزارة الدورة الشهرية- من الأسباب الشائعة، وينصح بتناول غذاء صحي غني بالحديد، بالإضافة إلى تناول مكملات الحديد لمدة عدة أشهر لعلاج الحالة.
نسأل الله لك التوفيق والصحة والعافية.