السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما كنت صغيرا تخيلت شكلا معينا لرب العالمين، والآن أحاول التخلص من هذا التصور، ولكنني لا أقدر، وأعتقد أن هذا حرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما كنت صغيرا تخيلت شكلا معينا لرب العالمين، والآن أحاول التخلص من هذا التصور، ولكنني لا أقدر، وأعتقد أن هذا حرام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يرزقنا وإياك الإيمان واليقين، وأن يصرف عنا وعنك وساوس الشيطان وشروره.
وما ذكرته -أيها الحبيب- من تصور الذات الإلهية بشكل معين، لا شك أنه من إلقاء الشيطان، فالله -سبحانه وتعالى- لا تحيط به الأوهام، ولا تدركه الأبصار، كما أخبر عن نفسه في كتابه العزيز، فقال سبحانه وتعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11]، وقال سبحانه وتعالى: {ولم يكن له كفوا أحد} [الإخلاص: 4]، وقال جل شأنه: {هل تعلم له سميا} [مريم: 65]، أي: ليس له شبيها ولا نظيرا، فكل ما تخيلته في بالك، فالله على خلاف ذلك.
ويجب قطع التفكير في هذا؛ فإنه سبب للهلاك، وقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني أن النبي ﷺ قال: "تفكروا في آلاء الله، ولا تتفكروا في ذات الله".
فمجال التفكر المشروع هو التفكر في مخلوقات الله تعالى؛ فهي دالة على صفات خالقها وصانعها، دالة على قوته وعظمته وعلمه وحكمته، وغير ذلك من الصفات التي يتصف بها هذا الصانع الحكيم سبحانه وتعالى.
فهذا هو التفكر المطلوب، وهو التفكر النافع أيضا؛ فإنه يزيد الإيمان، ويقرب الإنسان من ربه -سبحانه وتعالى- وبحثه على أنواع الطاعات والقربات.
أما التفكر في ذات الله تعالى فهو حرام، لأنه يؤدي إلى تشبيه الخالق بالمخلوق، وهذا افتراء وكذب، وهو جرم أيضا وذنب عظيم، ويجب عليك أن تقطع عن نفسك هذا الوهم، وذلك بعدم الاسترسال معه حين يطرأ عليك، الشيطان يحاول أن يشغلك بهذا ليوقعك فيما يعقبه من أنواع الهلاك والدمار، وإفساد المعتقد الصحيح، والواجب عليك هو:
- دفع هذا الوسواس وهذا الوهم بالاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم.
- الانصراف عن هذا التفكير فورا.
- شغل الذهن والنفس بخلاف هذا التفكير؛ فإن القلب لا يشتغل بأمرين في وقت واحد، والنفس -كما قال الإمام الشافعي-: "إن لم تشغلها بالحق، شغلتك بالباطل".
فإذا جاهدت نفسك وصبرت على هذه المجاهدة، بأنه كلما طرأ عليك هذا الوهم وحاول الشيطان أن يلقي في روعك وفي ضميرك وقلبك تلك الصور؛ فاستعذت بالله -سبحانه وتعالى- وصرفت ذهنك عن الاشتغال بذلك بالاشتغال بغيره، إذا صبرت على هذه المجاهدة وسلوك هذا الطريق؛ فإنك ستتخلص -بإذن الله تعالى- من ذلك عن قريب.
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد.