كنت أتمتع بذاكرة قوية جدًا ولكني أصبحت أنسى كثيرًا، فما السبب؟

0 4

السؤال

السلام عليكم.

كنت أمتلك ذاكرة قوية جدا، وكنت أستطيع تذكر أدق التفاصيل، ولدي قدرة عالية على الحفظ بسرعة، كما أنني شديدة الملاحظة، ولكن منذ فترة بدأت ألاحظ ضعفا شديدا في ذاكرتي؛ فقد أصبحت كثيرة النسيان، ومشتتة الذهن طوال الوقت، حتى إنني أنسى أحيانا ما هو اليوم الذي نعيشه.

كما أنني بدأت أتكاسل عن قراءة القرآن الكريم، والأذكار، مع أنني كنت محافظة عليها، وأصبحت أتكاسل أيضا عن صلاة الفجر، على الرغم من أنني كنت أستيقظ لها حتى قبل الأذان.

فما السبب في هذا التغير؟ وهل من الممكن أن يكون السبب حسدا، أو عينا، أو مسا؟ خاصة أنني كنت أكثر من الحديث أمام الآخرين عن قوة ذاكرتي، وتفوقي في هذا الجانب، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أحد أهم أسباب تشتت التركيز، وضعف الذاكرة هو القلق، وخاصة في مثل عمرك، وأرى أنك غالبا تعانين من درجة بسيطة إلى متوسطة من القلق النفسي، وهذا القلق ينتج منه أيضا نوع من الاضطراب، أو العسر المزاجي، والعسر المزاجي نوع بسيط من الاكتئاب الخفيف المثبط، والذي يقلل من الدافعية عند الإنسان، لذا حصل لك هذا التكاسل الذي تحدثت عنه.

والعلاج يكمن في أن يكون لديك دافعية، وإرادة للتحسن، ويجب أن تستشعري قيمة الصلاة، وعظمتها، وخاصة -كما تفضلت- صلاة الفجر، وألا توجدي لنفسك عذرا أبدا، وتكوني حازمة في هذا الأمر، وارجعي إلى وردك اليومي من القرآن، واستمتعي بالحياة بصورة إيجابية، وأحسني إدارة وقتك، وفكري في المستقبل تفكيرا إيجابيا سليما، وكوني بارة بوالديك، وشاركي في شؤون أسرتك؛ فهذا هو الذي يخرجك حقا من هذا القلق والاكتئاب البسيط، وأيضا، ممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، أراها جيدة جدا، بل ممتازة جدا.

أما موضوع الحسد والعين، فنحن نؤمن بذلك تماما -أيها الفاضلة الكريمة-، ولكن نؤمن أيضا أن الله هو خير حافظا، وعليه فلا توسوسي في هذا الموضوع أبدا، وعليك بالتمسك بالأذكار، والرقية الشرعية، وعليك بأذكار الصباح والمساء، والورد القرآني، والصلاة على وقتها، ولا تكثري من التفكير في هذا الأمر؛ لأن التفكير الزائد، والدخول في الغيبيات بشكل خاطئ يعقد الأمور أكثر.

أنت -إن شاء الله- في حفظ الله، ولا أراك في حاجة إلى علاج دوائي الآن، والذي ذكرته لك كاف تماما، وإن لم تتحسن حالتك بصورة ملحوظة خلال شهر إلى شهرين من الآن، فعليك بمراجعة طبيب نفسي؛ ليقدم لك المزيد من الإرشاد، وأن يصف لك أحد الأدوية المحسنة للمزاج، والتي تناسب عمرك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات