السؤال
كنا نعاني من مشاكل في منزلنا بسبب سوء العلاقة بين أختي وأمي وجدتي، مع العلم أن أختي كانت السبب في هذه المشاكل، كانت الخلافات تتمحور حول الصراخ المستمر، لدرجة سماعه من الجيران، وتكسير الأشياء، لذلك قررت أمي الانتقال، واستئجار بيت آخر بنية الفرج، وترك أختي مع جدتي، وفي بعض الأحيان تزورنا أختي.
الغريب هو أنه منذ أن انتقلنا، بدأت أشياء في المنزل الجديد تتكسر دون سبب واضح، مثل انكسار زجاج المدفأة، وأنابيب المياه وغيرها؛ مما أثار حيرتنا، لا نعلم إن كان لذلك علاقة بالسحر أم لا، خاصة أن أمي تعاني من التابعة والعين، ولدينا أيضا زوجة أبي، قامت بأعمال لمنع والدنا من رؤيتنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في إسلام ويب، ونسأل الله أن يفرج همكم، ويبدل أحوالكم أمنا وسكينة.
لقد وصفت حالا تتكرر فيه النزاعات العائلية، حتى بلغت حد الصراخ والتكسير، ثم تبعها انتقال إلى منزل آخر، ظنا أن البعد قد يحمل الراحة، غير أن ما لاحقكم من انكسار الأشياء دون تفسير، وما ذكرته من وجود مشكلات أو حسد، يدعو للوقوف المتأني والاحتكام إلى الشرع والعقل معا، وما يحدث لا يمكن الجزم به في تفسير بعينه، غير أننا نوصيك بما يلي، فإن كان فيه تخوفك فالخطر -بإذن الله- زائل:
- المداومة على الأذكار والتحصينات الشرعية، فلا بد أن يجعل البيت محصنا بذكر الله، قال النبي ﷺ: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا، فإن البيت الذي يذكر الله فيه تكثر بركته) رواه مسلم.
- اقرؤوا سورة البقرة بانتظام، فالحديث الصحيح يقول فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) رواه مسلم.
- التحصين بالأذكار الصباحية والمسائية، وخصوصا "أعوذ بكلمات الله التامات"، و"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء"، فالعين والسحر حق، ولكن الله جعل لكل داء دواء، والتحصين باب من أبواب الحفظ.
- التوقف عن توجيه التهم دون بينة، فمهما بلغ بنا الظن، فإن الشرع يعلمنا التثبت، قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن﴾ فلنحذر من اتهام الأقارب أو المعارف بغير بينة شرعية واضحة، فالسحر جريمة لا تثبت بالظنون.
- عرض الوالدة -إن ثبت الأذى- على راق ثقة، على أن يكون من أهل التوحيد والعلم، لا ممن يعبثون بالدين أو يستعينون بالجن، فإن كان في الأمر سحر أو تابعة أو عين، فإن الله قد جعل في الرقية الشفاء، قال ﷺ:(من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه) رواه مسلم.
- الاجتماع الأسري على الدعاء والمودة، فكثير من المشكلات يفرجها الله بمجرد عودة القلوب إلى الصفاء، واجتماعكم على قيام الليل، أو حتى ركعتين بنية التفريج والدعاء قد يكون فيها الخير.
- استشارة طبيب نفسي مختص إن استمرت النزاعات، فقد يكون الأمر نفسيا أو سلوكيا، أكثر منه حسدا أو سحرا، والعلاج السلوكي يساعد على تهذيب الانفعالات، خاصة في حال وجود شخصية عصبية أو عنيدة.
تعليق القلوب بالله لا بالمكان، فالفرج ليس في البيت الجديد ولا في الانتقال، بل في منازل القلوب إن عمرت بالإيمان والتقوى، قال الله تعالى: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا﴾
نسأل الله العظيم أن ينزل عليكم سكينته، وأن يبدل ما في بيتكم نورا، وما في صدوركم بردا وسلاما، وأن يجمع بينكم على الهدى والبركة والمحبة.
والله الموفق.