السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عزباء، حاصلة على شهادة جامعية، محافظة على صلاتي وقراءة القرآن.
لم أكن أعتبر الحب أو الإعجاب من أول نظرة أمرا حقيقيا، لكنني التقيت بشخص في مكان عام -من غير قصد- فرسخ في ذهني لأشهر، وكنت أدعو الله: إن كان في أمره خير لي أن يقربه مني، وإن لم يكن، أن ينسيني إياه، وحقا، بعد مرور سنتين، لم أعد أشعر تجاهه بشيء.
ومؤخرا، التقيت به في مكان العمل، ودار بيننا حديث قصير حول موضوع يخص أحد أقاربي، وفي منتصف الحديث سألني إن كنت مرتبطة، ثم أنهى الحديث بعد ذلك.
الآن، عادت مشاعر الارتباك والوساوس بعد أن نسيت، وأريد المساعدة حتى لا أعود إلى ما مررت به، خاصة بعد أن رتبت حياتي بصعوبة.
وشكرا على الإصغاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة العاقلة- في موقعك، ونشكر لك اهتمامك وحرصك على السؤال، وندعوك إلى الثبات والمحافظة على القرآن والصلاة والصلاح، فإن هذا هو طريق الصالحات العاقلات، ولن يضيع الله مؤمنة تصلي وتتلو كتابه، فأبشري بالخير، واستبشري بما يقدره الله لك من الخير، فإن الحسنات تجر إلى رضا رب الأرض والسماوات، نسأل الله لنا ولك الثبات والتوفيق.
أرجو ألا تنزعجي مما حصل؛ فهذه من الأمور الطبيعية، بل إن في هذه المرة مؤشرا إيجابيا، لأنه هو من بادر بالسؤال، فإذا كان قد سأل، فمن المهم أن تعطي نفسك وله فرصة، وإذا طرق الباب، فلا تترددي في النظر في أمره، طالما وجد الارتياح والانشراح، لكن لا يكون القبول النهائي إلا بعد السؤال عنه، وسؤاله عنكم، وإشراك محارمك، وأن يأتي البيوت من أبوابها، ويبدو من تصرفه أنه محترم؛ إذ لم يتجاوز، واكتفى بالسؤال، وربما هو الآن يفكر جديا ويريد الرجوع إلى أهله للتشاور، ثم يقدم خطوة رسمية.
فإذا أراد الله بكم ولكم الخير، وجاء إليكم فبها ونعمت، وإن تأخر فأرجو ألا تنزعجي طويلا، فسيضع الله في طريقك من يسعدك، سواء كان هذا الشاب أو غيره من الشباب، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
فلا تعطي الأمور أكبر من حجمها؛ حتى تبقى في إطارها الصحيح، ونحن نقدر مشاعرك، وندرك طبيعة مثل هذه المواقف، ونعتقد أن ما حصل – وإن كان بسيطا – إنما هو لحكمة عظيمة -بإذن الله-.
فالخطوة الثانية كانت إيجابية، إذ تبين من خلالها أنه يشاركك شيئا من الاهتمام، وأنه مهتم بك، وقد يكون جادا في التفكير بالسير في هذا الاتجاه، والكرة الآن – كما يقال – في ملعبه، والفرصة أمامه، وإن كان جادا فسيبادر بخطوة واضحة تظهر نيته.
وعليه، إذا أراد هو بعد ذلك أن يعجل بهذا الخير، وأن يأتي إلى دارك، ويسأل عنك، ففي هذه الحالة ينبغي أن تكملوا الخطوات المعتادة، بأن تتعرفوا عليه وعلى أسرته، وأن يتعرف هو عليكم وعلى أسرتكم، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.
وفي مثل هذه الأحوال، يدعو الإنسان إن كان في ذلك خير أن يعجل الله بهذا الخير، وأن يعين على إتمامه، واعلمي أن الفتاة عندما تبلغ هذه المراحل تكون دائما معرضة لمثل هذه المواقف؛ لأنها مرغوبة ومطلوبة، خصوصا إذا كانت مصلية ومن أهل القرآن.
ومثلما قلنا سابقا، أرجو ألا تعطي هذه الأمور أكبر من حجمها، وواصلي ما أنت عليه من صلاة وصلاح، وقراءة للقرآن، ودعاء، وعفة وحياء، وتجنبي الكلام مع الرجال إلا ما اقتضته الضرورة، ولا تشغلي نفسك بأمر هذا الشاب وأنت لا تعرفين هل فيه خير أم لا؛ لذلك الذي ينبغي للإنسان أن يسأل الله أن يقدر له الخير ثم يرضيه به، فهو لا يدري أين يكون الخير، كما قال الله تعالى: ﴿وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾ [البقرة: ٢١٦].
نسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.