السؤال
أحبتني فتاة تبلغ من العمر 16 عاما، ولدي من العمر 30 عاما، تقدمت لخطبتها أكثر من مرة لتعلقها الشديد بي، ولأني أرى لديها من العقل والخوف من الله ما يجعلها زوجة صالحة، ولكن رفض وليها؛ لتكمل دراستها، مع العلم أن الفتاة تريد الزواج.
فهل يجعل الله لنا من مخرج، ويجعلكم سببا لنا لتقديم طريقة إسلامية نتزوج بها، مع مراعاة أننا نريد الزواج، حتى لا نقع فيما يغضب الله عز وجل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك اهتمامك وحرصك على السؤال، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الطريق الصحيح للوصول إلى الفتاة المسلمة، يبدأ بالمجيء إلى دارها من الباب، ومقابلة أهلها الأحباب، واتخاذ السبل المناسبة لذلك، واصطحاب الوجهاء والفضلاء من أهلك إلى أهل الفتاة، ثم بعد ذلك من حق كل طرف أن يسأل ويبحث، قبل أن يعطي الإجابة النهائية، فإذا حصل الارتياح والانشراح والتوافق بين الأسرتين، فحينها نقول كما قال النبي ﷺ: لم ير للمتحابين مثل النكاح [رواه ابن ماجه].
ثم تأتي بعد ذلك بقية الإجراءات التي يهتم بها الناس عادة، مثل: إكمال الدراسة، واستعداد الشاب للزواج، وغيرها من الأمور التي يتكلم عنها الناس، ويمكن التفاهم حولها.
وفي هذه النقطة، نحن بحاجة إلى طمأنة الطرفين بشأن هذه المخاوف، فإن كان هناك مجال لأن تتزوج الفتاة ثم تكمل دراستها؛ فذلك من الأمور الجيدة، وعندنا تجارب كثيرة لفتيات تزوجن وأكملن دراستهن الثانوية والجامعية، بل وحتى الدراسات العليا والرسائل العلمية، وكل ذلك ممكن إذا حصل التفاهم والاتفاق على هذه الخطوة.
والذي ننصحك به هو ألا تقدم على تطوير العلاقة، وألا تكون هناك أصلا علاقة بينك وبين الفتاة، حتى يوضع لها الغطاء الشرعي، والغطاء الشرعي هو الخطبة الرسمية، والخطبة هي مرحلة، تضمن فيها أنك أصبحت في موقع رسمي، تضمن فيها أن الفتاة لك وأنك لها، ويكون لك الحق في السؤال عنها، وزيارتها في حضور أهلها؛ كل ذلك مما تستطيع أن تفعله بعد الخطبة.
إلا أننا نؤكد أن الخطبة ليست عقدا، وإنما هي وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بالمخطوبة، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام، وإنما يكون الكلام في الأمور الأساسية والدينية التي تؤسس لحياة مستقرة في مستقبل الأيام بإذن الله.
وإذا نجحت في إتمام الخطبة الرسمية، فإن الاستعجال في أمر الزواج، يمكن أن يكون له أبواب ووسائل متعددة أخرى، وسيقتنع أهل الفتاة عندما يشعرون بجديتك وصدقك، وسيقدمون التنازلات حين يثقون بك، ولكن الذي لا نريده هو أن تكون بينك وبين الفتاة علاقة غير رسمية، هذا مصدر شؤم وشر؛ لأن العلاقة فيها مخالفات شرعية.
عليه ننصحك بالتوقف عن أي علاقة حتى يحصل التوافق، وحتى يحصل الاتفاق بين والدتك ووالدتها، وبين أسرتك وأسرتها، أولا على القبول بك كخاطب رسمي، وثانيا على أن يكون هناك تفاهم في تحديد التوقيت المناسب لعقد الزواج، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير.
إذا خطبة، ثم تحويل الخطبة إلى عقد زواج، ثم الاستعجال في الوصول إلى الحلال والاستقرار، وهذا هو السبيل الذي ندعوك إليه، ومرة أخرى: نحذر من التمادي في أي علاقة إذا لم تكن هناك خطبة ولم تبدأ الخطوات الشرعية الصحيحة؛ لأن العلاقة خارج الأطر الشرعية هي مصدر شؤم وشر على مستقبل العلاقة، ونسأل الله أن يشغلنا بطاعته، وأن يجمع بينكما على الخير وفي الخير.
والله الموفق.