السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكنني أن أجبر ابنتي على ارتداء الحجاب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جودي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.
مما ينبغي أن يشكر للولد والوالد (الأم والبنت معا) الحرص على الحفاظ على الحدود الشرعية، لئلا يعتدي أحد على أحد، وهذا من شأنه أن يديم التواصل، والتعاون على البر والتقوى، وأداء كل طرف لحق الآخرين عليه، فالسؤال عن الحدود الشرعية نوع من طلب العلم الشرعي الذي أمر الله تعالى به، وحث عليه.
وفيما يخص السؤال حول إلزام الوالد –أما أو أبا– للبنت بالحجاب، نقول: نعم، يجوز للوالد إلزام البنت بالحجاب، لأنها تحت مسؤوليتهم، ومن رعاياهم التي سيسألهم الله -سبحانه وتعالى- عنهم، فقد قال الرسول الكريم ﷺ:"الرجل راع، وهو مسؤول عن رعيته"، وقال: "والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها".
وقد جاءت الأحاديث ببيان أن للوالد أو على الوالد تعويد ابنه وابنته على أداء الفرائض الشرعية، كقوله ﷺ: "مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر"، فالفقهاء يستدلون بهذا الحديث على إلزام الوالد للولد بكل الواجبات الشرعية، ومنها الحجاب.
والحجاب الشرعي فريضة على النساء من المسلمات، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء ٱلمؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن﴾، والأحاديث في فرض الحجاب كثيرة.
فإجبار البنت على لبس الحجاب ليس حراما، بل هو واجب شرعي على وليها، لكن ينبغي أن تكون التربية قائمة على مبدأ الرفق والإقناع، ما دام ذلك ممكنا؛ فإن الرفق والإقناع من شأنهما أن يعودا البنت على التزام الحجاب، سواء في حضور والديها أو في غيابهما، وأن تعلم البنت بأن الحجاب فريضة من الله -سبحانه وتعالى- على النساء، فرضه لما فيه من المصالح العائدة إلى البنت نفسها، وإلى المجتمع من حولها، والله -سبحانه وتعالى- لا يأمر بشيء عبثا، ولا يشرع شيئا سدى، وهو أعلم بمصالح الخلق، كما قال جل شأنه: ﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقكم جميعا لكل خير.