السؤال
أنا فتاة، كانت والدتي ترفض شابا تقدم لخطبتي، وبعد وفاتها، لا يزال هذا الشاب يرغب في التقدم لي من جديد، فماذا أفعل؟ هل يجب أن أرفضه؟ وإن قبلت، فهل أكون آثمة، أو أن والدتي قد لا تكون راضية عني؟
أنا فتاة، كانت والدتي ترفض شابا تقدم لخطبتي، وبعد وفاتها، لا يزال هذا الشاب يرغب في التقدم لي من جديد، فماذا أفعل؟ هل يجب أن أرفضه؟ وإن قبلت، فهل أكون آثمة، أو أن والدتي قد لا تكون راضية عني؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في إسلام ويب، ونسأل الله أن يربط على قلبك، ويجبر كسرك، ويرحم والدتك رحمة واسعة، ويجمعك بها في مستقر رحمته.
لقد ذكرت أن والدتك -رحمها الله- كانت ترفض شابا قد تقدم لخطبتك، والآن وقد توفيت، وما يزال الشاب راغبا فيك، وتسألين: هل في قبوله مخالفة لرضا أمك؟ وهل في الأمر إثم أو عقوق؟
وإليك الجواب، بحول الله: قال رسول الله ﷺ:"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"، وعليه فهذا هو المعيار الشرعي الذي بهما يتم القبول أو الرفض، فلا يحكم على من قبلت من خطابها رجلا قد كانت أمها ترفضه قبل موتها بأنها آثمة، ما دامت النية صافية، والمصلحة الشرعية معتبرة، وما تعمدت الإساءة لبر أمها، وكان هو الأصلح وقد تمت موافقة أهلها وولي أمرها، لكن بما أن والدتك -رحمها الله- كانت ترفضه، فحري بك أن تتأملي سبب الرفض.
إن كان السبب شرعيا (مثل ضعف دينه، أو خلل في خلقه)، فاحذري وراجعي قرارك، وإن كان السبب شخصيا أو دنيويا (مثل النسب، أو المال، أو نحو ذلك)، فلا يلزمك ذلك ما دام صاحب دين وخلق.
- بر أمك لا ينقطع بموتها، فاجتهدي في إكرامها بالدعاء لها، والصدقة عنها، واصدقي في استخارة الله، واستشارة من تثقين بدينهم وحكمتهم.
وأخيرا: إن اخترت المضي، فاحرصي أن يكون الزواج على أسس طيبة:
- أن يكون الرجل صاحب دين وخلق.
- أن تستشيري ولي أمرك في ذلك.
- أن تستخيري ربك بصدق، فإن الله لا يخيب من استخاره.
نسأل الله أن يختار لك الخير حيث كان، وأن يرزقك زوجا صالحا يسعدك في الدنيا والآخرة، وأن يرزق والدتك نورا ورضوانا، ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة، ولا تنسي: "وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون"[البقرة: 216].
والله الموفق.