السؤال
زوجي يعاني من مشكلة لا أعرف لها حلا، منذ فترة أصبح ينفر مني ويبتعد عني، ولا يرغب في النوم معي، رغم أنني عرضت نفسي عليه أكثر من مرة، لكنه يرفض من دون سبب واضح.
يخبرني بأنه يشعر بضيق في النفس، وكتمة على صدره، وملل وضجر، وعدم رغبة في الاقتراب مني، تحديدا في العلاقة الزوجية.
علما أن هذا الأمر تكرر منذ فترة، وكلما اقترب مني لاحظت على وجهه رد فعل غير مستحب، أو كأنه يشعر بالنفور.
كيف يمكنني أن أعرف إذا كان هناك سحر، أو ربط أو عمل؟ وما هي الحلول الممكنة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في إسلام ويب، نسأل الله أن يفتح لك أبواب الفرج، ويشرح صدر زوجك، ويجعل بيتكما سكنا ومودة ورحمة.
أختنا الفاضلة: ما تصفينه من حال زوجك -من نفور مفاجئ، ضيق في الصدر، ملل، وتغير في العلاقة الخاصة دون سبب ظاهر- قد يكون له أحد ثلاثة أوجه:
أولا: الجانب النفسي أو الصحي: وهذا هو الأصل في النظر والاحتمال الأقرب، فالرجل كما المرأة قد يمر بمرحلة ضيق، أو اكتئاب، أو قلق يؤثر على الرغبة الزوجية، ومنها:
- الضغوط النفسية، والمعيشية.
- الإرهاق الجسدي، أو مشاكل هرمونية.
- مشاكل في الصورة الذاتية أو الثقة بالنفس.
نصيحتنا: ابدئي بتشجيعه على زيارة طبيب مختص (غدد أو صحة نفسية)، دون إشعاره بالاتهام أو التقصير، بل بدافع الاطمئنان على صحته.
ثانيا: الجانب الآخر (العين، أو الحسد، أو الربط)، وهذا وارد، خصوصا إذا كان التغير مفاجئا تماما، وبغير سبب ظاهر، ويصاحبه ضيق وانزعاج من العلاقة تحديدا، رغم الحب والانسجام العام، وقد ذكر النبي ﷺ: "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين".
ونصيحتنا: لا تنشغلي كثيرا بالتشخيص، بل ابدئي بالتحصين الشرعي.
ثالثا: خطوات علاجية شرعية وعملية:
1. التحصين اليومي لك وله:
- أذكار الصباح والمساء.
- قراءة سورة البقرة في البيت (كل 3 أيام أو كاملة على مراحل).
- قراءة سورة البقرة أو الاستماع إليها كل ليلة.
- الإكثار من: "اللهم أذهب عني وعن زوجي كيد العائنين، وحسد الحاسدين، ومكر الشياطين، واشرح صدورنا، وأصلح ذات بيننا."
2. استخدام الماء المرقي:
- اقرئي على ماء: الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذتين، وأول سورة البقرة وآخرها.
- اجعليه يشرب منه، واغتسلي أنت به أيضا دون إزالة الملابس.
3. الزيوت النافعة: يمكن مزج زيت الزيتون المرقي بآيات الشفاء، ويدهن به الصدر والظهر قبل النوم.
4. الاستمرار في العلاقة بالمودة لا بالإلحاح: لا تكرري عرض نفسك بأسلوب مباشر، بل أكثري من اللمسة الحانية والكلمة الطيبة والابتسامة، فالعلاج يبدأ بالسكينة لا بالإلحاح.
5. الدعاء واليقين: قولي: "اللهم أذهب عن قلب زوجي الضيق، واجعلني أحب الناس إليه، وبارك لي فيه وبارك له في، وارزقنا السكينة والمودة والرحمة."
رابعا: متى أذهب إلى راق شرعي؟
يمكنك الذهاب للراقي إذا استمر النفور بشكل شديد رغم محاولاتك، ولم تجدي الوسائل النفسية أو الطبية، شرط أن يكون الراقي ثقة أمينا، لا يطلب أشياء غريبة، ويقرأ القرآن فقط.
ختاما: لا تجعلي الشكوك أو الخوف تفسد عليك السكينة، وابدئي دائما بما هو أبسط: الصحة النفسية والبدنية ثم التحصين الشرعي، وتذكري: الشيطان لا يحب البيوت العامرة بالمودة، فواجهيه بالحب، والدعاء، والذكر، وحسن الظن بالله.
أسأل الله أن يربط على قلوبكما، ويشرح صدر زوجك، ويرزقكما حياة طيبة لا تنغصها وساوس ولا هموم.