أفكر في التقدم مرة أخرى للفتاة التي رفضني أهلها، فما توجيهكم؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مهندس برمجيات، تعلق قلبي بفتاة ذات خلق ودين، ومن أصل طيب، وهي كذلك تعلقت بي تعلقا شديدا.

تواصلنا مرات، ثم كنا ننقطع خشية أن نحرم من بعضنا بسبب العلاقة المحرمة، وقد رفضت الفتاة خطابا كثرا وفاء بوعدي لها، وقد وعدتها بالتقدم في وقت محدد، ثم وعدتها مجددا بالتقدم للمرة الثالثة بعد شهرين من الآن.

أنا الأصغر بين إخوتي، الكبير يعمل صيدلانيا، وهو من يعول الأسرة ويقوم بدور الوالد، ولم يتزوج لأسباب نفسية، وقد أحب فتاة لم تكن مناسبة دينيا، وبعدها لم يتقدم لغيرها، أما أخي الأوسط فهو طبيب يعمل في نيابة الجامعة، وربما لديه رغبة في الزواج أيضا.

حين جاء موعد التقدم، تحدثت إلى والدتي وإخوتي، فوافق أخي الصيدلاني، لكن أخي الطبيب وأمي رفضا، بحجة انتظار زواج أخينا الأكبر، وبعد جدال مع أمي لإقناعها بأنني أطلب العفة، وأن الفتن من حولي كثيرة في العاصمة بخلاف قريتنا، وارتفع صوتي عليها -للأسف-؛ قامت باستشارة خالي، ولم يبد اعتراضا، وهو أمر يزعجني؛ لأنها كثيرا ما تدخل أخوالنا في كل موقف، وحين وافق خالي وافقت هي الأخرى، لكنها -وإن وافقت- لم تكن سعيدة بذلك، وهذا ما لا أنكره.

أرسلنا وسيطا إلى أهل الفتاة، فرحبوا بي وبأسرتي، لكنهم انقسموا بين موافق ومعترض، بحجة الخوف من كلام الناس؛ لكون عائلتنا غير معروفة، رغم إجماعهم على ديني وخلقي، ثم صدر عنهم الرفض.

تواصلت مع أخيها، وهو صديق مقرب لي، وعدت للتقدم، وكانت الموافقة قريبة جدا، لكن تدخل بعض أقاربهم، وأعادوا التردد من جديد.

أخبرتني أنها حاولت كثيرا إقناعهم، وأنهم يلينون أحيانا ويعاندون أحيانا، وقد تعرضت لمواقف مشابهة مع خاطب آخر بعدي، فقارنوها به، فرفضته، فعاندوها، ومع ذلك تحملت الكثير في سبيل رفضه، لكنها ما زالت ثابتة على حبها ووعدها، وأمها أقسمت أنها ستقبل إن تقدمت مرة ثالثة، إلا إن القرار النهائي بيد إخوتها.

ما زلنا متعلقين، وموعد التقدم الجديد يقترب، وأنا في حيرة: هل أكرر التقدم وأواجه أهلي من جديد؟ أم أحجم عن ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك اهتمامك وحرصك على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال.

بداية، نحن نؤيد فكرة تكرار المحاولات، وإدخال الوساطات، واصطحاب أصحاب الوجاهات، بعد التوكل على رب الأرض والسماوات، فإن قلوب العباد جميعا بين أصابع الرحمن، يقلبها ويصرفها كيف يشاء.

ننصحك بإزالة المخاوف، كأن تبين مكانتك ومقامك، ويشهد لك زملاؤك بفضلك، فهذه كلها أمور مشروعة تسهم في تغيير الصورة التي قد تكونت عند أهل الفتاة، كما يمكنك الاستفادة ممن لهم علاقة بها -مثل شقيقها- لتحسين الصورة.

وننصح أيضا بأن تتوقف العلاقة بينكما حتى توضع في إطارها الشرعي؛ بل ندعوك إلى الإكثار من الاستغفار، واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والتوبة من التجاوزات التي حصلت قبل أن توضع العلاقة في إطارها الرسمي والشرعي؛ فإن عدم التوفيق أحيانا قد يكون بسبب بعض المخالفات التي لم نلق لها بالا، ومعلوم أن الإنسان ينبغي له أن يسلك السبل الشرعية في الوصول إلى هذا الهدف العظيم، وهو الارتباط بفتاة صالحة.

ولله الحمد، أنتما تعرفان بعضكما، والثقة والميل متبادل بينكما، لكن نرجو أن تتوقفا الآن وتحتكما إلى ضوابط الشرع، وقد سررنا بأنكما كنتما حريصين منذ البداية على أن توضع العلاقة في إطارها الشرعي، والآن تزداد أهمية التوقف، حتى تنجلي الأمور، ونعلم إلى أين تمضي هذه المسألة.

وقول والدتها بأنهم سيوافقون إن كرر التقدم، كلام صحيح، فكثير من الأسر تستجيب عندما تجد من الشاب إصرارا وحرصا صادقا على الارتباط بالفتاة. وقد يكون الموقف محرجا بالنسبة للفتاة، لكن الرجل يستطيع أن يسلك السبل، ويأتي بمن يتحدث نيابة عنه، ويكرر المحاولات، ويستثمر دعاءه وتوكله على رب الأرض والسماء.

كما ينبغي أن يكون للأم، والخالات، والعمات دور فاعل، طالما أن والدي الفتاة في الصف المؤيد، ويرغبان في إتمام العلاقة، وكذلك إخوة الفتاة، فإن وجد من يستطيع الحديث معهم، فهو أمر حسن، خاصة من أهل الصلاح والدعوة، ومن لهم تأثير طيب في المجتمع، فأنت تطلب أمرا حلالا، فاسلك السبل، وخذ بالأسباب، ثم توكل على الكريم الوهاب.

أسأل الله أن ييسر أمرك، ويجمع بينكما في خير وعلى خير، وأن يغفر لنا جميعا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات