بعد التوقف عن العلاج لا زلت أعاني من أعراض القلق، فما الحل؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصبت قبل ثلاث سنوات بنوبة هلع، ومرت الأيام، ثم منذ حوالي سنة بدأت أعاني من وسواس الخوف من الموت، والخوف من الإصابة بأمراض القلب، مع شيء من القلق المتعلق بالنوم.

راجعت طبيبا في الصحة العامة، فوصف لي دواء Duloxetine بجرعة 30 ملغ، حبة واحدة صباحا، واظبت على تناوله لمدة خمسة أشهر من أصل ستة أشهر أوصى بها الطبيب، ثم نصحني أحدهم بالاعتماد على الله وترك الدواء دون تدرج، وبالفعل توقفت عنه مباشرة، وكان ذلك في شهر رمضان.

مرت الآن قرابة ثلاثة أشهر على التوقف، ولكنني ما زلت أعاني من أعراض القلق، خاصة في فترة ما بعد العصر، وتأتيني هذه الحالة بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع.

كما أعاني من غثيان طفيف بعد الأكل، وأشعر أحيانا بوجود شيء عالق في الحنجرة، ربما يكون مرتبطا بالتوتر -والله أعلم-.

أفكر حاليا في تناول مكملات مثل L-theanine والأشواغندا، علما أنني -والحمد لله- أستطيع النوم، لكن منذ يومين، وبسبب تغيير سرير النوم، أصبت باضطراب وصعوبة مؤقتة في النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على رسالتك، وأسأل الله تعالى أن يجعل في هذه الرسالة بعض الفوائد والنصائح، وأن يرزقك الطمأنينة والسكينة، ويعجل لك بالعافية.

ذكرت في رسالتك أنك أصبت بنوبات هلع في وقت سابق، -والحمد لله- أنك تعافيت منها باستخدام دواء الـ(دولوكسيتين، duloxtine)، وهذا أمر مبشر ويدعو للتفاؤل، خاصة وأن العلاج قد أثبت فعاليته معك، لكن كما أوضحت، فقد أوقفت استخدام الدواء بعد شهر رمضان، ومنذ ذلك الحين بدأت تظهر بعض الأعراض تدريجيا، والتي قد تكون من الأعراض المصاحبة للقلق، مثل:
- الشعور بثقل أو انزعاج في الحنجرة بعد الأكل.
- اضطرابات في النوم.
- أو ما يشبه الضيق أو التوتر غير المبرر.

وهنا نود أن نشير إلى نقطة إيجابية مهمة، وهي أنك مررت سابقا بهذه الحالة، وتمكنت من تجاوزها بنجاح، وهذا يؤكد أن نوبات القلق يمكن التغلب عليها مجددا، خاصة إذا تم التعامل معها بخطة واضحة.

لا يعني ظهور هذه الأعراض ضرورة العودة الفورية إلى الدواء، ولكن من المهم البدء بخطوات عملية ومنهجية للتعامل مع القلق، وهي خطوات نفسية وسلوكية في المقام الأول، وأبرزها:

1- تنظيم وقتك اليومي، بما يشمل أوقات العمل، والطعام، والراحة.
2- تنظيم وجباتك الغذائية، وتجنب الأكل المتأخر أو الثقيل.
3- تخصيص وقت يومي للاسترخاء النفسي والجسدي.
4- المحافظة على العبادات، وخصوصا أذكار الصباح والمساء، وقراءة القرآن، لما فيها من أثر عظيم في تهدئة النفس.

5- النوم المبكر المنتظم، مع تقليل المحفزات قبل النوم، كالأجهزة الإلكترونية، أو التفكير الزائد.
6- كما يستحسن إدخال بعض الأنشطة البدنية الخفيفة في يومك، مثل: المشي، أو التمارين البسيطة، فذلك يعزز الصحة العامة، ويخفف التوتر.
7- تمارين الاسترخاء: من المفيد أن تدرج تمارين الاسترخاء العضلي والتنفس العميق في روتينك اليومي، فهي تساهم في: تقليل التوتر في العضلات، وتنظيم التنفس، ومعدل ضربات القلب، وتساعد على سحب الطاقة السلبية من الجسم، وتحويل التفكير الزائد السلبي إلى أفكار إيجابية، ومن ثم تؤدي إلى حالة من الهدوء والطمأنينة.

إذا استمرت هذه النوبات، أو ازداد شعورك بالقلق، فأنصحك بمراجعة الطبيب النفسي نفسه الذي وصف لك العلاج في المرة السابقة، فهو الأقدر على تقييم حالتك ومناقشة خيارات العلاج الممكنة، ولا ينصح أبدا باستخدام أي دواء دون استشارة طبية مباشرة.

وفقك الله وعافاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات