ما تفسير شعور الضيق الذي نعيشه أنا ووالدتي؟

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ الأمس، أشعر أنا ووالدتي بضيق في الصدر، واضطراب كبير في النوم، وما زلت أشعر بضيق في صدري حتى الآن، فماذا أفعل؟ وهل لهذه الأعراض دلالات معينة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب.

أيتها الفاضلة الكريمة: الإنسان قد تعتريه مثل هذه المشاعر وهذه الأعراض، تماما كما تعتريه مشاعر الفرح والسرور، فلا أريدك أبدا أن تنظري إلى حالتك أو حالة والدتك على أنها أمر شاذ أو مرض نفسي.

وإن دار في خاطرك احتمال أن يكون لهذا الأمر صلة بسحر أو مس أو عين أو عمل، فعليك بالتحصين، نعم عليك بالتحصين، والمحافظة على الأذكار، وتلاوة القرآن، والالتزام بالأوراد الشرعية، مع القناعة التامة بأن الله تعالى إذا قدر وجود أي من هذه المؤثرات الغيبية، فهو كفيل بدفعها وإبطالها، {فالله خير حافظا}.

وأود أن أقف بك عند هذا الحد، ولا أريدك أبدا أن تدخلي نفسك في دهاليز الوساوس والأعراض والأمراض النفسية، فحالك وحال والدتك -بإذن الله تعالى- حالة عارضة، طارئة، وستزول ولن تستمر -إن شاء الله-.

ومن المعروف أن الرابط الوجداني القوي بينك وبين والدتك قد يكون له دور في ذلك، فكثيرا ما نرى أن أسرة بكاملها قد تصاب بأعراض مثل الوسواس، أو القلق؛ بسبب تأثرها برب الأسرة حين يبتلى بهذه الوساوس، فتنتقل الأفكار بالتأثير الإيحائي أو الفعلي إلى بقية أفراد الأسرة.

وهنا يخطئ بعض الناس حين يعتقدون أن السبب الأول والأساسي لمثل هذه الأعراض هو: عمل أو سحر بالضرورة، في حين أن السلوك المتعلم قد ينشأ ببساطة من هذه التجارب المشتركة داخل الأسرة؛ إذ يؤثر القائد الأسري على البقية سلوكيا وإيحائيا، وهو أمر معروف جدا في علم النفس.

لذلك -أيتها الفاضلة- لا تتوجسي ولا تعتبري هذه الظاهرة مرضا بالمعنى الحقيقي، بل عليك بالإكثار من ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن الكريم، ولا بأس أيضا بالاستعانة بتمارين الاسترخاء، مثل: تمارين التنفس التدريجي.

يمكنك أنت ووالدتك الجلوس في غرفة هادئة، وفتح إذاعة للقرآن الكريم بصوت منخفض، ثم تطبيق تمارين التنفس، كالشهيق ببطء عن طريق الأنف، وحبس الهواء لثوان، ثم الزفير عن طريق الفم ببطء وهدوء.

كذلك توجد برامج ممتازة جدا على موقع يوتيوب تشرح هذه التمارين بوضوح، ومنها أيضا تمارين شد العضلات وقبضها ثم إرخائها، وهي مفيدة للغاية في تهدئة التوتر.

أرجو أن تخرجي -أنت ووالدتك- من دائرة التفكير في الأمراض النفسية، مستعينتين بالله، ومتوكلتين عليه، ومتيقنتين من عافيته ورعايته.

بارك الله فيك، وجزاك خيرا، ونسأل الله لكما التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات