أريد التقدم لفتاة أحببتها لكني متردد لنحافتها!

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة كنت أتحدث مع فتاة تبلغ من العمر 18 عاما، وأنا أبلغ من العمر 27 عاما، شعرت أن الأمر ليس صائبا، فتقدمت لها رسميا مع أهلي، وفي البداية حدثت بعض الخلافات بسبب العادات والتقاليد بين البلدين، لكننا اتفقنا في النهاية.

الفتاة تحبني حبا شديدا، وهي محترمة ومتدينة، لكنني لا أشعر تجاهها بمشاعر قوية، ولا أجد نفسي متقبلا لشكل جسدها؛ لأنها نحيفة جدا، أشعر بالحيرة: هل أكمل معها رغم هذا النفور، أم أتركها؟

أخشى ألا أستطيع محبتها كما تحبني، وأخشى إن تركتها أن أندم لاحقا، ولا أجد فتاة تحبني مثلها، وخلال فترة العلاقة حدثت بعض التجاوزات الخفيفة في لحظات ضعف، لكنني استغفرت الله وتبت وندمت، وهي كذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يتوب عليك لتتوب، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تعلم أن للمعاصي شؤمها، وأن الإنسان لا ينبغي له أن يخوض مثل هذه التجارب، وأن بنات الناس لسن لعبة، فلا ينبغي أن يتعامل معهن إلا بالتعامل الذي يرتضيه لابنته أو لأخته أو لعمته أو لخالته، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يتوب عليك، وأن ييسر لك اليسرى، ويجنبك العسرى، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وقد سعدنا أنك بعد تلك التجاوزات، تعرفت على أهلها وتواصلت معهم، وحصل هذا الارتباط أو المحاولة، وعليه أرجو أن تكمل هذا المشوار، لعلك بذلك تكفر عن الخلل والنقص الذي أحدثته، وكون الموضوع خاطئا، فالتجاوزات لا تمنع من التصويب، ولا تمنع التصحيح، ونسأل الله أن يعينك على التوبة والثبات عليها.

والسبب المذكور لا يعتبر سببا؛ طالما وجد التوافق، فإن ضعف البدن سيتغير -إن شاء الله-، مع إكمالكما لمراسيم الزواج والارتباط، في حياة زوجية أسرية.

والإنسان إذا أخطأ من المهم أن يجتهد في تصحيح ما فعل، ونتمنى أيضا من الطرف الثاني أن يتوب إلى الله، حتى تبنى الحياة على أسس وقواعد صحيحة.

وينبغي للإنسان أن يستشير ويستخير، فمن حق أهل الفتاة أن يسألوا عنك، كما أن من حقك أن تسأل عنهم، وعليك أن تقبل على صلاة الاستخارة، فإنها طلب للهداية إلى الخير ممن بيده الخير كله، ولأهميتها فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمها لأصحابه، كما يعلمهم السورة من القرآن، لعظيم شأنها وجلالة نفعها.

وإذا كنت -بحمد الله- قد ندمت واستغفرت وتبت، فاسأل الله أن يغفر لك، واعلم أن التوبة الصادقة من أعظم القربات، ومن أجل الطاعات، يعقبها توفيق وتسديد، فإذا صدقت مع الله؛ صدقك، وأعانك، وفتح لك أبواب الخير.

نسأل الله أن يجمع بينكما على الخير وفي الخير، وأن يتوب علينا وعليكم لنتوب.

مواد ذات صلة

الاستشارات