كيف يمكنني أن أجعل أهلي يوافقون على ارتدائي للنقاب؟

0 5

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزمت على ارتداء النقاب -بإذن الله-، ولكن أهلي يرفضونه بشدة، وقد يصل الأمر إلى أن يقاطعوني إذا ارتديته، فكيف يمكنني أن أجعلهم يوافقون على ارتدائي للنقاب؟ وهل إذا ارتديته دون رضاهم يعد ذلك عقوقا لهم أو معصية؟

مضت ثلاث سنوات، وأنا أدعو الله أن يأذن لي بلبسه، لكنه لم ييسر لي ذلك بعد، وأنا أخشى من موت الفجأة قبل أن أرتديه، وإن كان النقاب فرضا، فهل أعاقب إن مت دون أن ألبسه؟

أرجو الرد على سؤالي بسرعة، فحالتي النفسية محطمة جدا بسبب هذا الموضوع.

أعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك مع الموقع، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا، وأن يعينك، وييسر لك كل ما تتمنينه من الخير.

ونبشرك أولا بأن الله يجزي الإنسان بحسب قصده ونيته وتمنيه، فإذا تمنى الخير وعزم عليه، لولا أنه يمنع منه، فإنه في هذه الحالة يعامله الله تعالى معاملة من عمل ذلك الخير، وهذا من عظيم فضل الله تعالى، وكبير ثوابه، وجزيل عطائه، وقد دلت على هذا أحاديث كثيرة.

نقول هذا لأنك بعزمك الأكيد هذا على ارتداء النقاب، وحرصك الشديد عليه، لولا ممانعة أهلك، نرجو الله تعالى أن يكتب لك أجر أداء هذا العمل، ويعاملك كأنك قد فعلته.

فطيبي نفسا، واهدئي، وارتاحي، واعملي ماضية -بإذن الله تعالى- على طريق رضوان الله، واعلمي أن الله تعالى رحيم بعباده، رفيق بهم، وأنه يعلم السر وأخفى، فلا تخفي عليه خافية، فلا يخفى عليه -سبحانه وتعالى- ما في قلبك من الحرص على الخير، والحرص على العمل بمرضاته سبحانه.

وأما ارتداؤك للنقاب بالفعل: فهذا أمر متعلق بجوانب أخرى، أولها: الحكم الشرعي للنقاب، فإذا كنت تعتقدين أن النقاب واجب، وتتابعين العلماء الذين يقولون بهذا، ورضيت بالأخذ بقولهم، فيجب عليك ارتداء النقاب إذا لم يكن في ذلك ضرر عليك.

ولبسك له في هذه الحالة ليس عقوقا لأبويك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال لنا: "لا طاعة لمخلوق في معصية الله"، هذا كله مربوط بكونك لا تخافين ضررا على نفسك فيما إذا ارتديت النقاب.

أما إذا كنت تأخذين برأي من يفتيك بحكم النقاب ولم تصلي بعد إلى نتيجة: أي الاقتناع بمتابعة العلماء الذين يقولون بوجوب النقاب، فنحن الآن نخبرك أن حكم النقاب محل خلاف بين العلماء، فمنهم من يرى وجوبه، ومنهم من لا يرى ذلك، وأنه يجوز للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها إذا خرجت، وإذا أمنت الفتنة على نفسها.

وهذا الرأي وإن كنا لا نحبذه ولا نراه الأفضل، لكن إذا كنت في ضيق، بحيث تحتاجين إلى الأخذ به فأخذت به وعملت بقول هؤلاء العلماء الذين يقولون به؛ فإنه لا حرج عليك شرعا، ولا إثم عليك فيه.

ونصيحتنا لك: أن تأخذي بهذا الرأي في الوقت الحالي، حتى تتمكني أولا من إقناع والديك، وتتأكدي بنفسك من عدم وجود ضرر عليك في حال ارتديت النقاب؛ إذ نحن لا نعلم تماما طبيعة واقعك وظروفك، ومدى ما قد يترتب على ذلك من أذى أو ضرر.

نرجو أن يكون الأمر قد اتضح لك، وأن نكون قد وفقنا في إعانتك بما يسهل عليك الأمر، ويبدد ما في نفسك من قلق واضطراب، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير ويوفقك لكل خير.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات