السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تكررت في بيتنا مؤخرا حالة غير معتادة، وهي ظهور النجاسة في أماكن غير متوقعة، مثل: سلة المهملات داخل المنزل، وظهور روائح كريهة منها، نجدها ممتلئة فجأة، رغم أنني أقوم بتنظيفها بنفسي.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ د.ن.ت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في إسلام ويب، ونشكر لك ثقتك في موقعنا، ونسأل الله أن يربط على قلبك، ويكشف ما أهمك، ويجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية.

ما ذكرته من ظهور النجاسة في أماكن غير معتادة، وامتلاء سلة المهملات فجأة رغم تنظيفك المستمر، مع وجود روائح كريهة، هو أمر يستدعي التعامل المتزن دون فزع أو تهويل، مع الجمع بين الأسباب الظاهرة، والتحصينات الشرعية، فالله جعل في كتابه شفاء، وفي سنة نبيه هديا ونورا، وسنضع لك فيما يلي الخطوات العملية التي ننصح بها:
1- تحصين البيت بالأذكار الشرعية: احرصي على قراءة سورة البقرة كاملة في البيت، أو الاستماع إليها، المهم أن يكون ذلك بصوت مسموع، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تجعلوا بيوتكم قبورا، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" [رواه مسلم].

2- واظبي أنت وأهل البيت على أذكار الصباح والمساء، ومنها:
- آية الكرسي.
- آخر آيتين من سورة البقرة.
- المعوذات: الإخلاص، الفلق، الناس، ثلاث مرات.
- الدعاء: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"، ثلاث مرات.

3- الرقية الشرعية الموجهة للبيت:
قومي برش زوايا البيت، وخاصة الأماكن التي تظهر فيها النجاسة أو الروائح، بـماء مقروء عليه الرقية الشرعية، ويقرأ فيه:
- الفاتحة.
- آية الكرسي.
- المعوذات.
الآيات:
- {وننزل من القرآن ما هو شفاء}.
- {فسيكفيكهم الله}.
- {فجعلناه سمعا وأبصارا وأفئدة}، ثم يرش الماء في الزوايا، وسلة المهملات، وعند مدخل البيت.

4- البعد النفسي والاجتماعي: أحيانا تكون بعض التصرفات من داخل البيت نفسه، كنوع من العبث الطفولي، أو الاضطراب النفسي لأحد الأفراد، أو حتى اختبار لصبرك من طرف شخص قريب، فراجعي بهدوء من يدخل البيت، خاصة الأطفال، أو من يمكن أن يفعل ذلك بدون علمك.

5- الدعاء بيقين: لا تنسي الدعاء في كل ركعة، وفي سجودك:
"اللهم طهر بيتي، واحفظني وأهلي، وأبعد عنا كل مؤذ من الإنس والجن، واصرف عنا كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، وسحر الساحرين، اللهم اجعل هذا البيت سكنا للملائكة، لا مأوى للشيطان".

6- الطمأنينة وعدم المبالغة في التفسير: هذه الأمور قد تكون أحيانا مجرد مصادفات متكررة، أو سوء في التصرف، أو النظافة، لذا كوني على يقين أن ما قدره الله لك هو الخير، ولا تبني خوفا كبيرا على مظاهر غامضة.

وختاما: اطمئني، فإن الله لا يسلط شيئا إلا بحكمة ورحمة، ومن اعتصم به، وأقبل عليه صادقا، كفاه، ووقاه، وآواه، نسأل الله أن يحفظك وأهلك من كل سوء، وأن يصرف عن بيتك الشر ظاهرا وباطنا، وأن يشرح صدرك، ويبدلك أمنا وسكينة.

والله الموفق.