هل تنصحونني بإجراء عملية للوسواس القهري؟

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من الوسواس القهري منذ تسع سنوات، جربت الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي لكني لم أتحسن.

أريد إجراء عملية للوسواس القهري في تركيا، فهل تنصحونني بها؟ وهل تؤثر هذه العملية على الدماغ أم لا؟ وهل تشفي من الوسواس القهري نهائيا؟ وهل لها مضاعفات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم، إجراء الجراحات الدماغية لعلاج الوسواس القهري له شروط قوية جدا:

أولا: يجب أن يكون الوسواس القهري شديدا ومطبقا، مصحوبا بما يسمى بفقدان الاستبصار.

ثانيا: يجب أن يكون الشخص قد خضع لعلاجات دوائية وسلوكية مكثفة، تناول خلالها أدوية الخط الأول، ثم أدوية الخط الثاني، وأخيرا أدوية الخط الثالث، مع اتباع بروتوكولات دوائية علاجية معروفة لدى الأطباء النفسيين المتخصصين في علاج الوسواس القهري.

ثالثا: لا بد من اتفاق ثلاثة أطباء نفسيين على أن حالة الوسواس القهري تستدعي العلاج الجراحي، وفي هذه الحالة يمكن للمريض أن يتقدم للعلاج الجراحي، مع العلم أن هذه الحالات نادرة جدا -أخي الفاضل الكريم-.

والجراحات الدماغية إذا أجريت في مركز يضم خبراء فهي مفيدة، لكن لها أضرارا أيضا، فقد يحدث تأثير سلبي على شخصية الإنسان، فقد يصبح الإنسان قاسيا أو غير مبال في بعض الأحيان، وقد يفقد مشاعر القلق في المواقف التي تتطلب القلق، وهكذا، هذه بعض المضاعفات التي قد تحدث من هذه الجراحات.

لذا، لا أرى في هذه المرحلة أن تتسرع نحو إجراء العلاج الجراحي، وأعتقد أنه من الأفضل أن تجلس مع طبيبك النفسي، وتناقش معه خطط علاجك الدوائي والعلاج السلوكي، وكما ذكرت لك: توجد مجموعة أدوية للخط الأول، وإذا لم تنجح ننتقل للخط الثاني الذي يتضمن خلطات معينة من الأدوية، ثم الخط العلاجي الثالث الذي نستعمل فيه جرعات كبيرة لأدوية معينة.

هذه هي الطريقة السليمة، وطبعا في ذات الوقت يجب أن يتلقى المريض العلاج المعرفي السلوكي من معالج ذي خبرة مهنية كافية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات