السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مدمن على التدخين، وقد تبت منذ شهر ونصف من ممارسة العادة السرية، ومشاهدة الأفلام الإباحية، والآن كلما أردت الإقلاع عن التدخين، تتحدث إلي نفسي قائلة إن ترك التدخين سيزيد من انتصابي وشهواتي، مما يجعلني أعود إلى الإباحية، وفي نفس الوقت، أشعر بندم شديد على التدخين، وكلما تبت أعود إليه، لدرجة أنني أشعر أنني أخادع الله وأساوم بين هذه المعصية وتلك، فما الحل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أدهم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: نهنئك على إقلاعك عن ممارسة العادة السرية، ومشاهدة الأفلام الإباحية، فقد انتصرت على نفسك الأمارة بالسوء، وهذا أمر طيب جدا، ويدل على أن جوانب الخير فيك ـإن شاء الله تعالى- متوفرة، وستساعدك أيضا على الإقلاع عن التدخين.
أما منطقك في المساومة بين هذه المعاصي؛ فهذا غير صحيح، وحقيقة تبريرك وخوفك من أن توقف التدخين سيؤدي إلى زيادة التحفزات الجنسية المنحرفة، فتعود لمشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية، هو منطق غير سليم، وفيه شيء من الوسواس.
فيجب أن تحقر هذه الفكرة تماما، وتستبدلها بفكرة أفضل، وهي أنك بالفعل قد انتصرت على شرور النفس، قد انتصرت على نفسك الأمارة بالسوء، وهذه توبة نصوح، وتقدم بكل عزيمة وإصرار على التوقف عن التدخين أيضا بدون أي تردد.
وحتى نساعدك على التوقف عن التدخين، أنصحك بتناول دواء يسمى علميا (بوبروبيون، Bupropion)، واسمه التجاري (ويليترين، Wellbutrin)، هذا الدواء معروف بفاعليته الكبيرة في المساعدة على الإقلاع عن التدخين.
يمكنك أن تبدأ بتناوله بجرعة 150 ملغ يوميا لمدة أسبوع، ثم تزيد إلى 300 ملغ يوميا لمدة أسبوعين، ثم تخفض الجرعة إلى 150 ملغ يوميا لمدة أسبوعين، ثم 150 ملغ يوميا كل يومين لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناوله.
واجعل دائما تقوى الله هو الأساس، واصبر على نفسك، وكن دائما متيقظا، ولا تتراخ في التوبة النصوح؛ فهي سبيلك إلى النجاح والاستمرار على الطريق الصحيح.
ومن الناحية العملية: حاول أن تدير وقتك وزمنك بصورة سليمة، واحرص على أن تكثر من فعل الأشياء الإيجابية، مثل: ممارسة الرياضة، والترفيه عن نفسك بأمور طيبة، وأن تحسن إدارة وقتك، وتتجنب السهر، وأن تحيط نفسك برفقة طيبة، وأن تدخل مثلا في مشروع لحفظ أجزاء من القرآن الكريم.
كل هذه أشياء إيجابية وممتازة، -وإن شاء الله تعالى- تكون بديلا عن الاضطرابات السلوكية التي كنت تمارسها.
واسع دائما لبر والديك؛ فهذا -إن شاء الله تعالى- عون كبير لك لتسير في طريق الخير، واجعل نفسك اللوامة دائما حاضرة؛ فهي التي تهزم النفس الأمارة بالسوء، وتنقلك -إن شاء الله تعالى- إلى مرحلة النفس المطمئنة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.