لم يتقدم أحد لخطبتي وأشعر بالغيرة تجاه صديقاتي!

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، لم يتقدم أحد لخطبتي من قبل، وأشعر بشيء من الغيرة تجاه صديقاتي؛ إذ أن بابهن يطرق دائما من قبل الخطاب، سواء كان جيدا أو غير ذلك، وغالبا ما يسألنني: "هل تقدم أحد لخطبتك من قبل؟"، فأشعر بالحرج وأجيب: "لا"، فيستغربن أن أحدا لم يتقدم لي، ولو لمرة واحدة على الأقل.

فهل يجوز أن أدعو الله بأن يتقدم لخطبتي عدد من الرجال، حتى وإن كنت لا أرغب في الزواج حاليا، فقط حتى أشعر بشيء من القبول، ولا أحرج أمام صديقاتي عندما يطرح هذا الموضوع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

بداية: أختنا الفاضلة، الشعور بالغيرة في مثل هذه الأمور يعد طبيعيا، خصوصا في بيئة تتكرر فيها الأسئلة والمقارنات من الآخرين، لكن من المهم أن نفرق بين ما يباح من المشاعر، وما ينبغي تهذيبه من النيات والدوافع في الدعاء، لذلك سنقدم لك الإجابة من شقين:

الأمر الأول: هل يجوز الدعاء أن يتقدم الخطاب، فقط لأرفضهم وأتخلص من الإحراج؟

من حيث الجواز الشرعي، فالدعاء في أصله مباح، بكل ما لا يتضمن معصية أو فسادا أو تعديا تجاه الآخرين، ولكن عندما يكون الدعاء بهدف المفاخرة، أو مجرد التخلص من الإحراج، أو المقارنة مع الآخرين، دون حاجة حقيقية أو رغبة في الزواج؛ فهذا لا يتوافق مع آداب الدعاء، ولا مع الحكمة في الطلب من الله عز وجل، وقد يكون فيه تعد وظلم للآخرين، فلا يستجاب له.

أختنا الفاضلة: الدعاء من أعظم أبواب العبادة، والعبد حين يدعو يظهر توكله على الله، وثقته به، وخضوعه له، وافتقاره، فينبغي أن يكون الدعاء نابعا من حاجة صادقة، لا مجرد كسر لمشاعر نقص ظاهرية أمام الناس، وعلى هذا، يمكنك أن تدعي أن ييسر الله لك الزوج الصالح في الوقت المناسب، وأن يريك من فضله ما يسعدك ويطمئن قلبك، كذلك يمكنك أن تدعي بأن يرزقك الله القبول في أعين الناس، وأن يبعد عنك الإحراج، ويعلي قدرك بينهم، دون حاجة لأن يكون ذلك بالدخول في باب الخطبة والزواج، وأنت لا تريدينه حاليا.

الأمر الثاني: بناء شخصيتك، وقدرتك على معرفة قدرك ومكانتك، دون أن يستطيع أحد التقليل منك، أو استصغار ما تملكينه؛ لذلك لا بد أن تعيدي ضبط توازنك الداخلي وثقتك بنفسك، فقيمتك لا تقاس بمن خطبك أو لم يخطبك، بل بما تحملين من عقل، وعلم، وخلق، ودين، ورضا بالله، وثقة به.

أخيرا: الدعاء الذي فيه صلاح لك، وبركة، ورضا عن قضاء الله، هو الأجمل والأبقى، فاطلبي من الله أن يرضي قلبك بما قسم لك، وأن يجعل قدرك عنده عظيما، وعند خلقه كريما، وسيفتح لك ما يسعدك، دون أن تطلبي شيئا لأجل نظرة الناس فقط.

ونوصيك إذا تقدم لك رجل صالح، فيه الصفات الطيبة التي ترتضينها، ننصحك بالموافقة، والتفكير في موضوع الزواج بجدية، فقد حث على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه خير للشاب والفتاة، لإعفاف أنفسهم، وبناء أسرة صالحة، وتربية الأبناء على الدين، وهذا باب عظيم من أبواب دخول الجنة.

وفقك الله ويسر أمرك.

مواد ذات صلة

الاستشارات