السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي أخت مريضة بالوسواس القهري، ومرض الفصام، لا تستطيع التفرقة بين الحرية الشخصية والأشياء التي تتحاسب عليها قانونيا، وأصبحت خائفة من السوشيال ميديا، واليوتيوب؛ لأنها تخاف أن تكتب تعليقا بالخطأ فتحاسب عليه قانونيا.
لقد أصبحت تخشى أن يحاسبها أحد على كل شيء تفعله، على الرغم من أنها أشياء عادية جدا، وصارت تخاف من الأشياء العادية التي فعلتها في طفولتها، أو أن تحاسب عليها قانونيا، وتتوهم بأن شخصا ما سوف يقفز من النافذة، ويفتح هاتفها، ويشتم الناس من هاتفها، ثم تحاسب هي على ذلك، كما أن لديها وساوس، وأحلاما، ولا تستطيع التفرقة بينهما؛ ولا تدري هل هو واقع أم حلم!
قبل سنتين كانت تتناول دواء أريبرازوال ١٠ ملغ تقريبا، وتركته بعد أسبوعين، ثم أخذت دواء ابيكسيدون للفصام، وكويتابكس، ومودابكس، وسيتابرونكس وتركته فجأة، وازدادت أعراض الفصام لديها، ولم تختف حتى بعد أخذها لدواء أولانزابين ١٠ ملغ.
منذ شهرين إلى الآن وما زالت تأخذ الدواء، وتأخذ معه دواء كويتابكس ٥٠ ملغ، ولديها تململ حركي يحصل يوما بعد يوم، ولكنه خفيف، وقد أخذت الأندرال من قبل، ولكنه سبب لها تململا حركيا شديدا، وكانت تأخذ أكتينون لمدة ٨ أشهر، مع إبيكسيدون، ولكن الأكتينون سبب لها تململا حركيا.
أريد علاجا للتململ وللوسواس القهري لا يتفاعل مع أولانزابين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على سؤالك الذي أسهبت فيه في عرض حالة أختك، وقد ذكرت في استشارتك أنها تعاني من مرض الفصام، وكذلك من الوسواس القهري المصاحب، إضافة إلى أعراض أخرى كثيرة.
العديد من النقاط التي ذكرتها تصب في هذا النوع من الاضطراب، أو تعكس انعكاسات نفسية تحتاج إلى معالجة متكاملة؛ إذ لا بد من وضع خطة علاجية شاملة للتحكم في الأعراض، والتعامل معها بفعالية.
ذكرت أنها بدأت العلاج منذ سنتين، واستخدمت مجموعة من الأدوية المختلفة، لكن يبدو من خلال رسالتك أنها لم تستمر عليها لفترات علاجية كافية؛ مما قد يفسر عدم تحسن الحالة، أو وجود مشكلة في الاستجابة، وربما أيضا مشكلة في الالتزام بالعلاج، سواء نتيجة لظهور أعراض جانبية، أو لأسباب أخرى.
كما ذكرت في رسالتك أنها تعاني حاليا من نشاط حركي زائد (فرط في الحركة)، وأنها تستخدم دواء "الإندرال"، ولكن يبدو أنها لم تستجب للعلاج.
عموما من خلال رسالتك، أستشف ما يلي:
1. من الواضح جدا أن الاضطراب النفسي الذي تعاني منه لم يتم علاجه بشكل جيد حتى الآن، ولم تعتمد خطة علاجية ناجحة وناجعة.
2. استخدمت العديد من الأدوية، وهناك مشكلة في الالتزام بالدواء، وخاصة مع الأدوية الفموية (الحبوب)، إما بسبب الأعراض الجانبية، أو لأسباب أخرى.
3. واضح كذلك أن الخطة العلاجية الحالية أيضا بحاجة إلى تقييم شامل.
وبناء على هذه المحاور الثلاثة أقول:
- من المهم جدا الرجوع إلى الطبيب المعالج، أو اختيار طبيب نفسي استشاري مختص لتقييم الحالة من جديد.
- مرض الفصام من الاضطرابات النفسية التي يصعب علاجها إذا لم تكتشف مبكرا، وإذا لم تتم معالجتها بطريقة مستمرة ودقيقة لتفادي أي انتكاسات مستقبلية.
لذلك أنصحك -أختي الفاضلة- بمراجعة الطبيب المختص؛ ليقوم بإعادة تقييم شامل للحالة، واختيار الأدوية المناسبة، بما في ذلك فحص مدى القدرة على استخدام الأدوية الفموية بانتظام.
وإذا كانت هناك صعوبة في ذلك، فهناك بدائل علاجية تعطى عن طريق الحقن طويلة المفعول، تساعد على بقاء الدواء في جسم الإنسان لفترات طويلة كافية لأن تعالج الاضطراب بشكل جيد، بما يضمن تأثيرا علاجيا أفضل، واستقرارا في الحالة.
وفي مثل حالتها أنصح أن يتنبه الطبيب إلى أنها جربت عددا كبيرا من الأدوية، ولكن لفترات غير كافية؛ مما لا يدل على أن الأدوية غير فعالة، وإنما يشير إلى وجود مشكلة في الاستمرارية بالعلاج، وهذا لا يعني أن الأدوية نفسها غير صالحة، ولكن هناك مشكلة في الاستمرارية في العلاج، وبالتالي العلاج بالحقن طويلة الأمد يأتي بنتائج أفضل -إن شاء الله- في التحكم في مثل هذه الأعراض التي لا زالت مستمرة.
كذلك بالنسبة لموضوع الحركات الزائدة أو الشديدة -أو ما يسمى بفرط الحركة-: فقد تكون من الأعراض الجانبية للدواء، ولكن أيضا قد تكون عرضا من أعراض المرض نفسه، وبالتالي لا بد من تقييمها بشكل دقيق من قبل الطبيب، وإذا كانت بسبب الأدوية، فهناك بدائل من الأدوية كثيرة يمكن استخدامها، ولكن أيضا لا بد أن تكون من خلال وصف طبي مدروس من قبل الطبيب المختص.
نسأل الله تعالى لأختك الشفاء العاجل.