ابني متأخر في الكلام وأخشى عليه من طيف التوحد.. أرشدوني

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني عمره سنتان وثمانية أشهر، نموه الجسدي طبيعي والحمد لله، رضع طبيعيا حتى أكمل السنتين وزاد على ذلك، وفطمته بصعوبة شديدة لتعلقه بالرضاعة.

مشى في عمر تسعة أشهر، حركي، يحب التسلق والجري، إذا أراد شيئا يتسلق ويأخذه، مثل الماء مثلا أو أي شيء يحبه، يحب الخروج دائما، ومندفع بعض الشيء، لكنه يلتفت ليرى إن كنا خلفه، فإن وجدنا يكمل المشي، وإن لم يجدنا يرجع ويبحث عنا.

لا يخاف من الناس، يلعب ويضحك معي ومع أبيه وإخوته، يحب اللعب الحركي: التسلق، التزحلق، الجري، يحب مشاهدة إخوته وهم يلعبون بـ PlayStation، ويتفاعل معهم جدا، ويستطيع التحكم واللعب بها أيضا، ولا يحب الجلوس وحيدا.

وعندما ينام، ينام بجانب أحدنا: أنا، أو أخته، أو أباه أحيانا، تواصله البصري جيد، حتى طبيبه الخاص لاحظ ذلك، لكنه غير صبور، ويمل من أي شيء بسرعة، حتى ما يشاهده في التلفاز أو الألعاب يمل من التكرار، ويحب التغيير.

أما المشكلة الرئيسية، فهي أنه تعرض للشاشات في شهوره الأولى، ولم ننتبه لخطورة ذلك، على أساس أن لديه إخوة يختلط بهم ولن يتأثر كثيرا، والله المستعان.

فهو لا يتكلم إلى الآن إلا كلمات بسيطة مثل "ماء"، و"أحسنت" يقولها لنفسه إذا عمل شيئا جيدا، أو يقلد أصوات الحيوانات إذا طلبنا منه، وأحيانا ينسى أشياء كان يقولها أو يعملها من قبل، وأحيانا يمشي على أطراف أصابعه، خاصة عندما يتحمس كثيرا، وأحيانا نادرة يضحك بدون سبب.

لا يفهم الأوامر إلا مثل: "اجلس"، "اشرب ماء"، "اذهب إلى الحمام" لأجل تغيير الحفاظ، ويضع أشياء غريبة في فمه، مثل أقلام التلوين، مع أنه عنيد في الأكل وانتقائي جدا، فلا يأكل إلا ما يعجبه، ولم أستطع تعليمه دخول الحمام إلى الآن، خاصة عند التبرز، فهو يعاني غالبا من الإمساك، فيذهب بعيدا، ولا يحب أن يراه أحد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام وييب، ونسأل الله تعالى لابنك العافية.

أيتها الفاضلة الكريمة، أنا اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، وأعتقد أن مصدر إزعاجك هو بعض السلوكيات التي تظهر من الطفل، مثل: مشيه على أطراف أصابعه، والضحك في أوقات نادرة بدون سبب، ومحدودية الكلام لديه، أو عدم تطور اللغة عنده، وكذلك الاندفاع.

أيتها الفاضلة الكريمة، طبعا أنت تكونين منزعجة حول موضوع طيف التوحد، وإن كان هذا الابن العزيز لديه شيء من هذا أم لا؛ أنا أعتقد أن هذا الطفل -إلى حد كبير- طبيعي، ونعرف تماما أنه توجد اختلافات فيما يتعلق بتطور الطفل ونموه وارتقائه، وهذه اختلافات معروفة، مثلا الكلام وتطور اللغة عند الأولاد - أعني الذكور- فإنه يتأخر عند كثير من الأسر، بخلاف البنات، وحتى يقال إن العالم المعروف (أنشتاين) لم يتكلم إلا بعد أن بلغ من العمر خمس سنوات، وحين سئل عن ذلك بعد أن كبر، كانت إجابته: "لم أجد شيئا أتحدث فيه في ذاك الوقت".

فهذا الطفل -أنا أرى- أنه ليس داخلا في طيف التوحد، طبعا مع الإشارة إلى أن هذه الاستشارات الإلكترونية تفتقر قطعا إلى الفحص المباشر؛ لأن ملاحظة المختص مهمة، بالرغم من أنك قد أحسنت الوصف لي لحالته وسلوكياته.

أعتقد أن المطلوب هو المزيد من الاندماج لهذا الطفل مع الأطفال في عمره، وأن تحاولي -أنت وأسرتك الكريمة- اللعب معه بما يناسب عمره، فهذا أيضا سوف يساعده، وطبعا تكرار الكلمات يفيد من أجل تطور اللغة، وهكذا.

هذا كل الذي يحتاجه هذا الطفل، وطبعا المزيد من الصبر، والعناية في موضوع تعليمه دخول الحمام، وعرضه على طبيب الأطفال من أجل علاج الإمساك طبعا ضروري، وتنظيم الأمور التي تناسبه.

لا تنزعجي، هذا الطفل يجب أن نعطيه على الأقل فترة ستة أشهر لنرى درجة تطوره، وأنا متفائل جدا -إن شاء الله تعالى- أنها ستكون بدرجة إيجابية جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات